Pensées de l'Imagination et Dictées de l'Émotion
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
Genres
فأجابه «شاترتون»: «إن الشاعر ليبحث في النجوم عن طريق السفينة التي تشير إليها أصبع الخالق.»
ثم ناوله اللورد ورقة وقال له: «هذه مائة جنيه ففكر في الأمر، فإن هذا المبلغ لا يستهان به.»
تناول الورقة ولم يكد يتم قراءتها حتى جن من الغضب والغيظ، وهرول إلى غرفته التي استأجرها بمسكن «كيتي بيل» صاحبة محل الحلوى الذي دار فيه الحديث بينه وبين المحافظ وبعض رفاقهما، فشرب جرعة كبيرة من محلول الأفيون، فسمع أنينه طبيب فرنسي كان يتردد إلى هذا المحل، فهرول إليه فوجده في الاحتضار وقال له: «أيها الطبيب! اشتر جثتي بديني.» ثم أسلم الروح وهو في ربيعه الثامن عشر، ووجد الطبيب فوق منضدته ورقة كتب فيها: «إنني مدين لرب البيت بثلاثة جنيهات مقابل سكناي عن ستة شهور، وعسى أن لا يأسف المستر «كيني بيل» حينما يبلغه أن طفليه كانا يعطياني في بعض الأحيان شيئا من الحلوى، وكان ذاك قوتي الوحيد.» وبجانب هذه الورقة التي ناولها له اللورد وانتحر بسببها فإذا فيها:
إنني أعرض عليك أن تكون خادمي الأول مقابل مائة جنيه في العام.
لم يجد قوم «جوت» وهو زعيم شعرائهم قولا يطرونه به غير قولهم: «إنه كان جميل الخط ولم يخطئ في الإملاء.»
ولما مثلت أوبيرا «كارمين» للموسيقي الفرنسي الشهير «بيزيه» صفر له الحاضرون صفير الازدراء والسخرية، فاحتم الرجل ومات مكمودا بعد بضعة أيام.
ولم ير الموسيقي الشهير «هايدين» مزية في أبي الموسيقى وأكبر نابغة فيها «بيتهوفن» إلا «أنه يحسن التوقيع على الكلافسان».
اعتزل «بيتهوفن» الناس وبلغ به الأمر أن شك في نبوغه، ولبث خاملا إلى أن مات فقيرا حليف الهموم والأشجان.
لم يكن للمصور الفرنسي الشهير «جيريكو» بين قومه قدر يذكر؛ إذ لم يعترفوا له إلا بأنه «كان يسحق الأصباغ جيدا».
عزى الزمن هؤلاء المنكودين الذين عثر بهم الجد قائلا: «صبرا أيها الكرام، فقد عجزت عن هؤلاء الأنعام، وإن لم يظهر فضلكم اليوم فغدا يملأ الخافقين ويدوي صداه في المشرقين.»
Page inconnue