والحديث في الندوة شعر من محفوظ الدكتور الدمرداش أحمد، فهو من هواة الأدب الفطاحل، أو ذكريات من ذكرياته، فصلاته الاجتماعية متسعة تشمل العالم أجمع، لا أستثني منه قطرا.
ويروي الدكتور إبراهيم شعرا من شعره، فهو عضو في المجمع، ثم ينتقل بنا الحديث إلى الأزمة الاقتصادية، حتى إذا فرغنا منها وحللناها انتقلنا إلى حل أزمات البلاد الأخرى، مثل إنجلترا والأزمة الاقتصادية بها، وإيطالية والأزمة السياسية التي تعانيها، فإذا قضينا على هذه الأزمات جميعا وأصبحت محلولة في أمان الله ضربنا في الماء ذراعا أو ذراعين وخرجنا إلى ملابسنا على موعد لقاء في اليوم التالي.
وحين نلتقي نتبين أن هناك بعض الفروع من الأزمات لم نتعرض لها في أمسنا، فنتناولها بالتمحيص ثم بالتشخيص ثم بالدواء، فتنحل الأزمة بين أيدينا بقدرة قادر.
وهكذا نقضي صيفا هانئا على مقهى بين الأمواج ... أترى تتيح لي الصفحة الأدبية التي لا بد أن أعرف محتوياتها كلمة كلمة، والمفكرة التي لا مفر من كتابتها كل أسبوع، أن أقضي صيفا مثل الذي كنت أقضي، وإن لم، فمن إذن سيحل مشاكلنا الاقتصادية ومشكلة لندن وإيطاليا وما يستجد من مشكلات في أثناء الموسم؟ لا سبيل لنا إلا أن نترك الأمر بكامله لله الذي لا يغفل ولا ينام سبحانه على كل شيء قدير.
القرية وخطبة الجمعة
كنت أظن أن إخواننا الفلاحين سيعتمدون على الراديو الترانزستور الذي انتشر في القرى انتشارا هائلا في معرفة دينهم، ولكن العجيب أنهم ما زالوا يعتمدون على خطباء الجمعة في معرفة هذه الشئون، وبعض هؤلاء الخطباء علماء حقيقة، تلقوا علومهم في الأزهر الشريف وتمكنوا من أصول التشريع الإسلامي، ولكن بعضهم يخطب لأن أباه كان يخطب الجمعة، ولقد سمعت أحد هؤلاء يدعو أن يؤيد الله السلطان فؤاد ويعز ملكه وينصر جنده، وكان هذا في عام 1965.
لعل هؤلاء الخطباء في حاجة إلى كتب حديثة تكون في متناول اليد زهيدة الثمن، وما أعظم أن يؤلف هذه الكتب علماء من فقهاء الوعظ الأئمة.
ولا بأس حتى أن توزع مجانا دون أي إلزام بالقراءة منها في الخطبة، وإنما تترك لمن يريد أن يستعين بها.
إن هذه الكتب لو قام عليها الأزهر الشريف أو وزارة الأوقاف تجعل شرح القرآن الكريم وتعاليمه في أيد أمينة عليه، فإن الأمر أخطر مما نتصور إن هو ترك لمن لم يتعمق في الدين الحنيف والقرآن والسنة.
إنه لا بد للناس جميعا أن يكون الحرام عندهم واضحا والحلال بينا، ولا بد لهم أن يعرفوا رخصهم، وأن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.
Page inconnue