عرضت الأمر على عبد الحميد فرحب، وعرضت الأمر على السيدة وأهلها، فقالوا لا بد للعريس أن يعلم أنها لا تنجب، فقد تزوجت من قبل ولم تنجب.
سألته فقال: وأنا أيضا تزوجت من قبل ولم أنجب، ولا حاجة بي إلى الإنجاب، وتزوجا، منذ خمسة وعشرين عاما تزوجا.
وقبل أن ينقضي العام الأول جاءني عبد الحميد. - لن تصدق. - ماذا؟ - زوجتي. - مالها؟ - حامل. - غير معقول! - تلك إرادة الله. - أجاد أنت؟ - تلك إرادة الله.
ثم أنجبت فتاة أسمياها اسما حبيبا إلي، وكأنهما أرادا أن يشيرا إلى أنهما يلعناني كثيرا، والفتاة الآن في السنوات الأخيرة من الجامعة.
ولكن الحكاية لم تنته بعد.
لم يمر على زواج عبد الحميد عام وبعض عام حتى جاءني. - لن تصدق. - ماذا؟ - زوجتي الأولى. - مالها؟ - ماتت. - كيف؟ - مسكينة ... ماتت لأن زوجها رفض أن يأتي لها بطبيب! - زوجها؟ - نعم، فقد تزوجت الفتى الذي كانت تعرفه. - إذن؟ - مسكينة ... يرحمها الله!
وانحدرت من عينه دمعتان؛ فهو وفي غاية الوفاء حتى لمن لم يف له. في هذه الحكاية انقلبت الحياة إلى قصاص ميلودرامي، الحكمة عنده يقولها بصوت جهير حتى لا تحتاج مني إلى توضيح ... ومع ذلك لو كنت أنا الذي ألفت هذه القصة لما نجوت منك، ولظللت تقول ما لهذا الكاتب أصبح ساذجا لا يعرف حتى كيف يروي قصته في فنية أو بعض إتقان! لهذا تركت الحياة تقدمها إليك، لم أتدخل أنا، وهل ترى أني أستطيع أن أتدخل؟
ليست حكاية وإنما ملحوظة
فاز الحزب الشيوعي الإيطالي بحوالي سبعين كرسيا في الانتخابات الجديدة، ولكن العجيبة أن الحزب الشيوعي نال هذه الكراسي لأنه قدم للناخبين برنامجا ضد الشيوعية.
وعلى الذي يعجب معي من هذه الملحوظة أن يرجع إلى الوعود التي قدمها الحزب الشيوعي إلى الناخبين.
Page inconnue