بما كنت في سري به لك هاجيا
ومثلك يؤتى من بلاد بعيدة
ليضحك ربات الخدور البواكيا - هذه صفعات بالنعال لمحض المداعبة. - وستليها صفعات إن كان في الحياة متسع، لقد أهدر هذا الأسود مجدي الشعري كما قلت لك آنفا، وسوف أضطر إلى أن أبدأ بصعود السلم من جديد، فقد كان ملوك العرب يحيطونني بهالة من الهيبة والإجلال، ويظنون أني أحمى أنفا، وأعظم منزلة، وأسمى كرامة، من أن أتدلى إلى مدح العبد، وأن أشد رحالي إليه، وأن أتسلب من المروءة والرجولة فأبيع شعري بالمال لحبشي دعي في نسبه دعي في ملكه، وأن أترك صناديد العرب وأبطالهم يجاهدون فلا يصف وقائعهم واصف، ويبذلون فلا يسجل محامدهم شاعر. فكيف أذهب إليهم الآن يا ابن يوسف؟ إنني إن ذهبت فسوف توصد في وجهي أبوابهم، وأذاد مذءوما عن حضرتهم، وسيقولون متهانفين ساخرين: شاعر أفاق مهين، لا نفس له ولا كرامة، لو وجد في عنق كلب طوقا لمدحه، ولو رأى في جيب بغي درهما لخلع عليها كل صفات الطهر والعفاف. وماذا نبغي من مديح رجل كان يقول للعبد بمصر:
ويغنيك عما ينسب الناس أنه
إليك تناهى المكرمات وتنسب
وأي قبيل يستحقك قدره
معد بن عدنان فداك ويعرب
ويقول فيه:
عند الهمام أبي المسك الذي غرقت
في جوده مضر الحمراء واليمن
Page inconnue