أنهى الكاتب قصته وسماها «السؤال الكبير». نقر على زر «إرسال»، ثم شرب جرعة من كوب شاي بارد. تمطى على كرسيه وهو يمرر يده بين شعره الذي غزاه الشيب، مفكرا في سنواته المطرزة بالأسئلة. فكر في سيلفيا بلاث، وآن سكستون، وإنجريد جونكر، وأروى صالح، وبقية صديقاته وأصدقائه في قائمة الخالدين.
رفع بصره إلى رفوف المكتبة الخالية إلا من مسحوق مر احتفظ به ليذكره بمذاق الحياة. فتح كمبيوتره المحمول، اختار مجلد الروايات العالمية، وأعاد قراءة «كيف أصبحت ذكيا» لصديقه مارتن باج.
بعد الحداثة
لم يعبر الكاتب عن غضبه وهو يرى نصه مهترئا بين يدي الرقيب.
يحفظ ردوده عن ظهر قلب: «القراءة ليست مسألة اكتشاف لما يعنيه النص، إنما سيرورة اختبار لما يفعله بنا.»
يصمت الكاتب مستعيدا أيام الضرير والأصم.
ينظر الرقيب إلى الصفحة ويقرأ: «المهم هو الكتابة، هو هذه الطريقة التي تصبح بها الكلمات والجمل أهم من الحكاية، شيئا خالصا، يمنحك إحساسا بجمال مجرد، لا مضمون له، أو هو مضمون نفسه. هل تفهم ذلك؟»
يغادر الكاتب قبل أن يقرأ الرقيب اقتباسا عن رولان بارت.
Page inconnue