وَأخرج ابو نعيم عَن سعيد بن الْمسيب أَن الْعَبَّاس قَالَ لكعب الْأَحْبَار مَا مَنعك ان تسلم فِي عهد النَّبِي ﷺ وابي بكر حَتَّى اسلمت الْآن فِي عهد عمر فَقَالَ إِن أبي كتب لي كتابا من التَّوْرَاة فَدفعهُ إِلَى وَقَالَ اعْمَلْ بِهَذَا وَاتبعهُ وَأخذ عَليّ بِحَق الْوَالِد ان لَا أفض هَذَا الْخَاتم وَختم على سَائِر كتبه فَلَمَّا رَأَيْت الاسلام قد ظهر وَلم أر إِلَّا خيرا قَالَت لي نَفسِي لَعَلَّ أَبَاك قد غيب عَنْك علما ففضضت الْخَاتم فاذا فِيهِ صفة مُحَمَّد وَأمته فَجئْت الْآن فاسلمت
وَأخرج أَبُو نعيم من طَرِيق شهر بن حَوْشَب عَن كَعْب قَالَ إِن أبي كَانَ من أعلم النَّاس بِمَا انْزِلْ الله على مُوسَى وَكَانَ لم يدّخر عني شَيْئا مِمَّا كَانَ يعلم فَلَمَّا حَضَره الْمَوْت دَعَاني فَقَالَ لي يَا بني انك قد علمت أَنِّي لم أدخر عَنْك شَيْئا مِمَّا كنت أعلمهُ إِلَّا أَنِّي قد حبست عَنْك ورقتين فيهمَا نَبِي يبْعَث قد اطل زَمَانه فَكرِهت ان اخبرك بذلك فَلَا آمن عَلَيْك ان يخرج بعض هَؤُلَاءِ الْكَذَّابين فتطيعه وَقد جعلتهما فِي هَذِه الكوة الَّتِي ترى وطينت عَلَيْهِمَا فَلَا تعرضن لَهما وَلَا تنظرن فيهمَا حينك هَذَا فَإِن الله إِن يرد بك خيرا وَيخرج ذَلِك النَّبِي تتبعه ثمَّ إِنَّه قد مَاتَ فدفناه فَلم يكن شَيْء أحب إِلَيّ من أَن أنظر فِي الورقتين ففتحت الكوة ثمَّ استخرجت الورقتين فاذا فيهمَا مُحَمَّد رَسُول الله خَاتم النَّبِيين لَا نَبِي بعده مولده بِمَكَّة وَمُهَاجره بِطيبَة لَا فظ وَلَا غليظ وَلَا صخاب فِي الْأَسْوَاق وَيجْزِي بِالسَّيِّئَةِ الْحَسَنَة وَيَعْفُو ويصفح أمته الْحَمَّادُونَ الَّذين يحْمَدُونَ الله على كل حَال تدلل السنتهم بِالتَّكْبِيرِ وينصر نَبِيّهم على كل من ناوأه يغسلون فروجهم ويأتزرون على اوساطهم أَنَاجِيلهمْ فِي صُدُورهمْ وتراحمهم بَينهم تراحم بني الْأُم وهم أول من يدْخل الْجنَّة يَوْم الْقِيَامَة من الْأُمَم فَمَكثت مَا شَاءَ الله ثمَّ بَلغنِي ان النَّبِي ﷺ قد خرج بِمَكَّة فأخرت حَتَّى استثبت ثمَّ بَلغنِي انه توفّي وَأَن خَلِيفَته قد قَامَ مقَامه وجاءتنا جُنُوده فَقلت لَا ادخل فِي هَذَا الدّين حَتَّى انْظُر سيرتهم وأعمالهم فَلم أزل أدافع ذَلِك وأؤخره لاستثبت حَتَّى قدم علينا عُمَّال عمر بن الْخطاب ﵁ فَلَمَّا رَأَيْت وفاءهم بالعهد وَمَا صنع الله لَهُم على الاعداء علمت أَنهم هم الَّذين كنت أنْتَظر فوَاللَّه اني ذَات لَيْلَة فَوق سطحي فَإِذا رجل من الْمُسلمين يَتْلُو
1 / 25