Les Grandes Caractéristiques
الخصائص الكبرى
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Année de publication
1405 AH
Lieu d'édition
بيروت
Genres
Biographie du Prophète
طَعَاما كثيرا وَذَلِكَ فِي مَا يَزْعمُونَ عَن شَيْء رَآهُ وَهُوَ فِي صومعته فِي الركب حِين اقْبَلُوا وغمامة بَيْضَاء تظله من بَين الْقَوْم ثمَّ اقْبَلُوا حَتَّى نزلُوا بِظِل شَجَرَة قَرِيبا مِنْهُ فَنظر إِلَى الغمامة حِين أظلت الشَّجَرَة وتهصرت أَغْصَان الشَّجَرَة على رَسُول الله ﷺ حَتَّى استظل تحتهَا فَلَمَّا رأى ذَلِك بحيرا نزل من صومعته وَقد أَمر بذلك الطَّعَام فَصنعَ ثمَّ أرسل إِلَيْهِم فَقَالَ إِنِّي قد صنعت لكم طَعَاما يَا معشر قُرَيْش وَأَنا احب ان تحضروا كلكُمْ صغيركم وكبيركم وحركم وعبدكم فَقَالَ لَهُ رجل مِنْهُم يَا بحيرا إِن لَك الْيَوْم لشأنا مَا كنت تصنع هَذَا فِيمَا مضى وَقد كُنَّا نمر بك كثيرا فَمَا شَأْنك الْيَوْم فَقَالَ لَهُ بحيرا صدقت قد كَانَ مَا تَقول وَلَكِنَّكُمْ ضيف وَقد أَحْبَبْت أَن أكْرمكُم وأصنع لكم طَعَاما تَأْكُلُونَ مِنْهُ كلكُمْ فَاجْتمعُوا إِلَيْهِ وتخلف رَسُول الله ﷺ من بَين الْقَوْم لحداثة سنة فِي رحال الْقَوْم تَحت الشَّجَرَة فَلَمَّا نظر بحيرا فِي الْقَوْم لم ير الصّفة الَّتِي يعرف ويجد عِنْده فَقَالَ يَا معشر قُرَيْش لَا يتَخَلَّف أحد مِنْكُم عَن طَعَامي هَذَا قَالُوا لَهُ يَا بحيرا مَا تخلف عَنْك اُحْدُ يَنْبَغِي لَهُ ان يَأْتِيك إِلَّا غُلَام هُوَ أحدث الْقَوْم سنا تخلف فِي رحالهم قَالَ فَلَا تَفعلُوا ادعوهُ فليحضر هَذَا الطَّعَام مَعكُمْ فَقَالَ رجل من قُرَيْش مَعَ الْقَوْم وَاللات والعزى إِن هَذَا للؤم بِنَا أَن يتَخَلَّف ابْن عبد الله بن عبد الْمطلب عَن الطَّعَام من بَيْننَا قَالَ ثمَّ قَامَ إِلَيْهِ فَاحْتَضَنَهُ ثمَّ اقبل بِهِ حَتَّى أجلسه مَعَ الْقَوْم فَلَمَّا رَآهُ بحيرا جعل يلحظه لحظا شَدِيدا وَينظر إِلَى أَشْيَاء من جسده قد كَانَ يجدهَا عِنْده فِي صفته حَتَّى إِذا فرغ الْقَوْم من الطَّعَام وَتَفَرَّقُوا قَامَ بحيرا فَقَالَ لَهُ يَا غُلَام اسألك بِاللات والعزى إِلَّا مَا أَخْبَرتنِي عَم أَسأَلك عَنهُ وَإِنَّمَا قَالَ لَهُ بحيرا ذَلِك لِأَنَّهُ سمع قومه يحلفُونَ بهما فزعموا ان رَسُول الله ﷺ قَالَ لَهُ لَا تَسْأَلنِي بِاللات والعزى شَيْئا فوَاللَّه مَا ابغضت بغضهما شَيْئا قطّ فَقَالَ لَهُ بحيرا فبالله إِلَّا مَا أَخْبَرتنِي عَم أَسأَلك عَنهُ فَقَالَ سلني عَمَّا بدا لَك فَجعل يسْأَله عَن اشياء من حَاله من نَومه وهيئته واموره فَجعل رَسُول الله ﷺ يُخبرهُ فَوَافَقَ ذَلِك مَا عِنْد بحيرا من صفته ثمَّ نظر إِلَى ظَهره فَرَأى خَاتم النُّبُوَّة بَين كَتفيهِ على مَوْضِعه من صفته الَّتِي
1 / 143