236

Kharidat des Merveilles et Faridat des Étrangetés

خريدة العجائب وفريدة الغرائب‏

Enquêteur

أنور محمود زناتي - كلية التربية، جامعة عين شمس

Maison d'édition

مكتبة الثقافة الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م

Lieu d'édition

القاهرة

جزاء ملك أضر برعيته من غير قصد؟ قال الموبذان: جزاؤه أن يجلس على التراب كما فعل ملك الزمان، ويرجع عن الخطأ إلى الصواب وإلا سخطت عليه النيران.
فقال: قد رجعت عما وقعت فيه، فهل ترضون بسد ما حفرت؟ قالوا: لا نكلف الملك ذلك: قال: فما تريدون؟ قالوا: مرنا أن نجري من القاطول نهرًا لنحيي أرضنا. فقال: لا أكلفكم ذلك. ثم أمر أصحابه وجنده بالإقامة في مجلسه وقال: لا أبرح من مكاني حتى أرى نهرًا يجري دون القاطول يسقي أراضي هؤلاء المساكين، والجاني أولى بالخسارة. فما برح من مكانه ذلك حتى أجرى لهم نهرًا دون القاطول بناحية القورج، وساقوا الماء إلى أراضيهم وعمرت، وسقوا منها أنفسهم ومواشيهم.
فهذا كان عدله في رعيته وهو كافر يعبد النيران.
نهر الكر: هو بين أرمينية وأذال. وهو نهر مبارك وكثيرًا ما ينجو غريقه. قال بعض الفقهاء نقجوان: وجدنا غريقًا في الكر يجري به الماء فبادر القوم إليه فأدركوه على آخر رمق، فلما رجعت إليه روحه قال: في أي موضع أنا؟ قالوا: في نقجوان. قال: إني وقعت في الموضع الفلاني. فإذا مسيرة ذلك المكان ستة أيام. فطلب منهم طعامًا فذهبوا ليأتوه به؛ فانقض عليه جدار فمات.
نهر مهران: وهو بالسند، عرضه عرض جيحون يجري من المشرق إلى المغرب، ويقع في بحر فارس. قيل إنه يخرج من جبل يخرج منه بعض أنهار جيحون، وهو نهر عظيم فيه تماسيح كنيل مصر، إلا أنها أضعف وأصغر. وهو يمتد على الأرض ويزرع عليه كما يزرع على النيل، وينقص ويزيد كالنيل، حذو النعل بالنعل، ولا يوجد تمساح قط إلا بنهر مهران والنيل.

1 / 254