182

Kharidat des Merveilles et Faridat des Étrangetés

خريدة العجائب وفريدة الغرائب‏

Chercheur

أنور محمود زناتي - كلية التربية، جامعة عين شمس

Maison d'édition

مكتبة الثقافة الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م

Lieu d'édition

القاهرة

والكباش الكبار؛ ومن القردة ما هو أبيض ومنها ما هو كالقرطاس، ومنها ما هو أبيض الظهر أسود البطن وبالعكس؛ ومنها ما هو أسود كالفأر. وبها من الببغاء وهي الدرة شيء كثير بيض وحمر وصفر وخضر، ويتكلمون مع الناس بأي لسان سمعوه منهم. وبها خلق على صورة الإنسان وهم بيض وسود وشقر وخضر يأكلون ويشربون ويتكلمون بكلام لا يفهم، ولهم أجنحة يطيرون بها. حكى ابن السيرافي قال: كنت ببعض جزائر الزانج فرأيت وردًا كثيرًا أحمر وأبيض وأزرق وأصفر وألوانًا شتى، فأخذت ملاءة وجعلت فيها شيئًا من ذلك الورد الأزرق. فلما أردت حملها رأيت نارًا في الملاءة فأحرقت جميع ما كان فيها من الورد، ولم تحترق الملاءة، فسألت الناس عن ذلك فقالوا: إن في هذا الورد منافع كثيرة ولا يمكن اخراجه من هذه الغياض بوجه أبدًا. وفي هذه الجزيرة شجر الكافور وهو شجر عظيم هائل تظل كل شجرة مائة انسان وأكثر. وفي هذه الجزيرة قوم يعرفون بالمخرمين، مخرمة أنوفهم. وفيها حلق بها سلاسل إذا جاءهم عدو لمحاربتهم قدموا أولئك المخرمين متسلحين، ويأخذ كل رجل بطرف سلسلة من تلك الرجال المخرمة، يمنعه بها من التقدم إلى العدو، فإن انتظم صلح بين العدو وأهل الجزيرة فلا يفلتون من السلاسل وإن لم ينتظم صلح لفت تلك السلاسل في أعناقهم وأطلقوهم على العدو فيحطمون العدو حطمة واحدة ويأكلون منهم كل من وقعت أعينهم عليه، ولا يثبت لحطيمهم أحد أبدًا.

1 / 200