172

Kharidat des Merveilles et Faridat des Étrangetés

خريدة العجائب وفريدة الغرائب‏

Chercheur

أنور محمود زناتي - كلية التربية، جامعة عين شمس

Maison d'édition

مكتبة الثقافة الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م

Lieu d'édition

القاهرة

فصل في المحيط وعجائبه اعلم أن المحيط هو البحر الأعظم الذي منه مادة سائر البحار المتصلة والمنقطعة وهو بحر لا يعرف له ساحل ولا يعلم عمقه إلا الله ﷿، والبحار على وجه الأرض خلجان منه. وفي هذا البحر عرش إبليس لعنه الله وفيه مدائن تطفو على وجه الماء وفيها أهلها من الجن في مقابلة الربع الخراب من الأرض، وفيه حصون وفيه قصور على وجه الماء طافية ثم تغيب، وتظهر فيه الصور العجيبة والأشكال الغريبة، ثم تغيب في الماء وفيه الأصنام التي وضعها أبرهة ذو المنار الحميري، قائمة على وجه البحر وهي ثلاثة أصنام: أحدها أخضر، وهو يومئ بيده كأنه يخاطب من ركب البحر يأمره بالرجوع، والصنم الثاني أحمر كأنه يشير إلى نفسه ويخاطب من ركب هذا البحر أن يقف عنده ولا يجاوزه. والصنم الثالث أبيض يومئ بأصبعه إلى البحر: من جاء وجاوز هذا المكان هلك. وعلى صدر كل صنم مكتوب بالأسود: هذا وضعه أبرهة ذو المنار تبع الحميري لسيدته الشمس تقربًا غليها. وفي البحر ينبت شجر المرجان كسائر الأشجار في الأرض، وفيه من الجزائر المسكونة والخالية ما لا يعلمه إلا الله تعالى.

1 / 190