فسألتها بإصرار وتحد:
خبريني عما ستفعلين إذا جاء الشيخ طه؟
حدجتها المرأة بنظرة متسائلة، ثم سألت: من هو الشيخ طه؟
اجتاحها الغيظ، فقالت: تعبثين بي يا عدلية؟! - ماذا أغضبك؟ إني أسألك من هو الشيخ طه؟ - ألا تعرفين من هو الشيخ طه؟ - ما سمعت باسمه من قبل!
فقالت وهي تجمع عزيمتها على نضال مرير: ألم تري الشيخ الذي كان يجالسني منذ دقائق؟ ألم تقدمي له القهوة بنفسك؟
تفرست المرأة في وجهها بريبة وقلق، وقالت: لم يدخل بيتنا اليوم أحد، لا شيخ ولا أفندي، عم تتحدثين؟
هتفت بغضب: عم أتحدث؟! ما شاء الله، أتبلغ بك القحة ...؟! - إنك ترعبينني، من هو الشيخ طه؟ - جننت أم تريدين أن تجننيني؟
قالت عدلية، وهي تزداد قلقا: أقسم بالله، برأس بنتي، ما رأيت الشيخ طه ولا سمعت عنه.
ارتفع صوت عيون كما لم يرتفع منذ سنوات، وهتفت: تقسمين أيضا، إذن فأنت تتآمرين على عقلي، توهمينني بأنني أرى أشياء لا وجود لها، بأنني مجنونة، أهذا هو غرضك؟ أهذا هو تدبيرك الأخير لسد الطريق في وجه الصديق الوحيد؟!
اتسعت عينا عدلية من فزع، تهاوى صلفها فتبدد، وهتفت بصوت متهدج: اسم الله على عقلك يا ستي! - اخرسي، أنا لا أخشاك، لست تحت رحمتك، سيزورني كل يوم، هذه هي مشيئتي وعليك أن تنفذيها بلا مناقشة، إياك وأن تعترضي سبيله، سأقطع عيشك!
Page inconnue