317

Khabar Can Bashar

kitab al-Khabar ʿan al-Bashar Fi ’ansab al-‘Arab wa Nasab Sayyed al-Bashar

Genres

خلا الفرس فنطق مع عابر بالعربية عاد ، وثمود ، وطسم ، وجديس ، وعملاق ، ورايش ، وتغلبوا على جميع من كان معهم من أهل الألسن ، وزهوا على الناس ، وطغوا ، وأسر فوا والناس حينئذ يبابل فبعث الله تعالى إليهم عند ذلك أخاهم هود بن عابر رسولا فدعاهم إلي طاعة الله تعالى ، وعبادته فعتوا عتوا كبيرا .

وقد اختلف أهل التفسير في عاد قوم هود فقيل عاد اسم الحي لا القبيلة ، ولذلك صرف في قوله تعالى ، وإن عاد أخاهم هودا [ الأعراف . 65 ] ، وقيل هو اسم القبيلة فمنع من الصرف ، وسميت القبيلة باسم أبيهم ، وهو عاد ، والمعروف أن هود عربي ، والذي يظهر من كلام سيبويه لما عده مع نوح ، ولوط ، وهما عجميان إنه عجمي عنده ، وقد قيل إن ارم كان له من الولد عوص ، وعاثر ، وجائر ، وعدة أولاد ، فولد . عوص عادة ، وولد عاد الخلود ، وولد عاثر ثمود ، وجديس فعلى ذلك هو عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح ، وهو ابن عابر ابن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح فليس هو من بني عاد ، وقيل هو من عاد ، وهو هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن ارم ، واسم ، أمه . مرجانة ، وكان أشبه خلق الله بآدم ، وكان تاجرة ، وكانت عاد ثلاث عشرة قبيلة ينزلون الدهناء ، ويبرين ، وعالج وكانت بلادهم من الحرم ، وما حوله إلي اليمن ، وحضر موت ، وعمان ، والبحرين إلي الدهناء ، ويبرين ، وعالج ، ووبار ، والدو إلي الساحل ، وأطراف بلاد الهند جميعها منازل أنيقة ، وحصونا منيعة ، وبساتين ، وكانت أخصب بلاد أبيه ، وأكثرها عمارة إلي أن سخط الله عليهما فصارت مفاوز مهلكة ، وكانت عاد تعبد الأصنام ، وهي صمود ، وصيدا ، والهبا ، وكانوا يزعمون أن بعضها يسقيهم الغيث وبعضها يشفيهم من الأسقام ، وبعضها يصحبهم بأسفارهم ، ومنها ما يأتيهم بأرزاقهم ، ويقال إنه هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، وإن عاد كانوا ينزلون بالأحقاف ، وهي رمال بين عمان ، وحضر موت فانتشروا منها في الأرض كلها ، وقهروا الناس بفضل قوتهم ، وكان أقصرهم ستين ذراعا ، وأطولهم مائة ذراع قاله الكلبي ، والسدي .

وقال أبو حمزة الثمالي سبعون ذراعا ، وقال ابن عباس ثمانون ذراعا ، وقال مقاتل اثنا عشر ذراعا ، وقال وهب بن منبه كان رأس أحدهم مثل القبة العظيمة ، وعينه يفرخ فيها الضباع ، وكذلك منخره ، وإن هود لم يأمرهم بعد التوحيد سوي بكفهم عن الظلم فقط فكذبوه ، وقالوا من أشد منا قوة فبنوا المصانع ، و كانت سعة المصنع الواحد مي " في ميل الحبس مياه الأمطار ، وبطشوا بطش الجبارين فأمسك الله عنهم قطر السماء ثلاث سنين ، حتي جهدهم ذلك ، وكان الناس في ذلك الزمان إذا نزل بهم بلاء طلبوا الفرج من الله تعالي عند

Page 373