Le Kawthar Jari vers les jardins des hadiths de Bukhari
الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري
Chercheur
الشيخ أحمد عزو عناية
Maison d'édition
دار إحياء التراث العربي
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Lieu d'édition
بيروت - لبنان
Genres
٤٥ - بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْعَالِمِ إِذَا سُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَيَكِلُ العِلْمَ إِلَى اللَّهِ
١٢٢ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا البَكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى لَيْسَ بِمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ؟ فَقَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: قَامَ مُوسَى النَّبِيُّ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُ، فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ العِلْمَ إِلَيْهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ، هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ.
ــ
باب: ما يستحب للعالم إذا سُئل: أيُّ الناس أعلمُ؟ فَيَكِلُ العلمَ إلى الله تعالى
فيكل: جزاء الشرط، والشرطية بيان ما يستحب من الجواب عند ذلك السؤال وجعل: إذا، ظرفية، وحملُ الفاء على التفسير غير مستقيم. يدل عليه الرواية الأخرى وهي أصحُّ بأن المصدرية. ولا يجوزُ أن تكون تفسيرية لأنها لا تكون إلا بعد فعلٍ يتضمن معنى القول.
١٢٢ - (سفيان) هو ابن عُيينة و(عمرو) هو ابن دينار (سعيد بن جُبير) بضم الجيم على وزن المصغر (إنَّ نَوْفًا البكاليَّ) بكسر الباء وفتح الكاف مخففًا، وقيل: بفتح الباء والكاف المشددة، نسبةً إلى بكالة؛ قبيلة. قاله ثعلب. وقيل: إلى بكال من حِمْير. وكان نوفٌ هذا صاحبًا لعلي بن أبي طالب (إنما هو موسى آخر) بالتنوين، لأنه أُريدَ به غير معين، أي: واحد يسمى بهذا الاسم، و"آخر" غير منصرف، لأنه وزن فعل مع الوصف الأصلي، وإن صار في عداد الأسماء، ولذلك جُرد عن اللام والإضافة ومِنْ (فقال: كَذَبَ عدو الله) لم يرد به معناه الحقيقي، بل كلمة صدرتْ منه في حالة الغضب، أو أراد تنفير الناس عن اتباعه في تلك المقالة (فسئل أيّ الناس أعلم؟ فقال: أنا).
فإن قلتَ: قوله تعالى: إن عبدًا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلمُ منك، تكذيب لموسى؟ قلتُ: ليس تكذيبًا بل إرشاد إلى ما خفي عليه لأن معنى قوله: "أنا أعلم" أي: في ظني، وهو صادقٌ في ذلك كقول رسول الله ﷺ في جواب ذي اليدين حين قال: أقَصُرَتِ الصلاةُ أم نسيتَ يا رسول الله؟: "كلُ ذلك لم يكن" فقال ذو اليدين: بعض ذلك
1 / 251