218

Le Kawthar Jari vers les jardins des hadiths de Bukhari

الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري

Chercheur

الشيخ أحمد عزو عناية

Maison d'édition

دار إحياء التراث العربي

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

ذُكِرَ النَّبِيُّ ﷺ قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ - قَالَ مُحَمَّدٌ وَأَحْسِبُهُ قَالَ - وَأَعْرَاضَكُمْ، عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلاَ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الغَائِبَ». وَكَانَ مُحَمَّدٌ يَقُولُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، كَانَ ذَلِكَ «أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ» مَرَّتَيْنِ. ــ (ذكر النبي ﷺ) بنصب النبي، أو بتقدير قال، كما في بعض النسخ، لأنه مفعول ذكر، والفاعل أي: الذاكر هو ابن أبي بكرة. (فإن دماءَكم وأموالكم) بدل من النبي ﷺ بدلَ اشتمالٍ (وقال محمد: وأحسِبُهُ قال: وأعراضَكم) أي: ظنَّ أن ابن أبي بكرة قال هذه الزيادة أيضًا. (ألا هل بلّغتُ مرتين) من كلام رسول الله ﷺ، وقول البخاري: (وكان محمد يقول: صَدَقَ رسول الله ﷺ) جملةٌ معترضة. قال بعض الشارحين: قوله: "هل بلغت" متعلق بقال مقدَّرًا، ولا يجوزُ أن يكون متعلقًا بقال المذكور سابقًا، وإلا يلزم أن يكون المجموع مذكورًا مرتين، ولم يثبُتْ ذلك. قلتُ: قد ثَبَتَ ذلك من رواية ابن عباس في كتاب الحج، فإنه قال بعد قوله: "في شهركم هذا" فأعادها مرارًا ثم رأيته وقال: "اللهم هل بلَّغتُ؟ اللهم هل بلَّغتُ؟ " ولولا ذلك لأمكن أن يكون هل بلّغتُ من كلام ابن سيرين قال ابن بَطَّال: لما أَخَذَ اللهُ العهدَ على الأنبياء أن يُبَلّغوا، والعلماء ورثة الأنبياء وَجَبَ عليهم أيضًا أن يبلغوا. قلتُ: لا حاجة إلى القياس، قد نَطَق القرآنُ بالعهد على العلماء. قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾ [آل عمران: ١٨٧] ولا يجوزُ أن يراد بهم الأنبياء لقوله بعده: ﴿فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ﴾ [آل عمران: ١٨٧] ورَوَى أبو داود والترمذي: "من كَتَم علمًا أُتي يوم القيامة ملجومًا بلجامٍ من النار"، وزاد ابن مَاجَة: "علمًا مما ينفع الله به الناس".

1 / 224