118

Le Kawthar Jari vers les jardins des hadiths de Bukhari

الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري

Chercheur

الشيخ أحمد عزو عناية

Maison d'édition

دار إحياء التراث العربي

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، قَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: " مَا المَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا: إِذَا وَلَدَتِ الأَمَةُ رَبَّهَا، ــ إلى ما سواه. وإليه أشار الشاعر بقوله: حمامة جرعى حومة الجندل اسجعي ... فأنت بمرأى من سعاد ومَسْمَعِ فإن قلتَ: قوله: "فإنَّه يراك": لا يصلح أن يكون جوابَ الشرط لعدم الربط بينهما. قلتُ: تقديره: فإن لم تكن تراه، فلا تعتبر ذلك فإنَّه يراك. وعند بعض العارفين: أن جواب الشرط هو: تراه. والمعنى: إن لم تكن موجودًا وفنيت في الله تراه حينئذٍ وما دُمْتَ في حجاب النَّفس فأنت عن ذاك بمعزلِ. ثم عَلَّله بقوله: "فإنَّه يراك" ويعلم متى تَصْلُحُ لذلك. (قال: متى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل). فإن قلتَ: إذا قيل: ليس في البلد أعلمُ من زيدِ، لا ينفي المساواة في العلم. قلتُ: ذاك باعتبار اللغة، وأمَّا عُرْفًا فيدل على عدم المساواة، وهذا هو المرادُ من الحديث. أي: لا علم للمسؤول عنها كما لا علم للسائل. (وسأخبرُكَ عن أشراطها) الأشراط: جمع شَرَطَ -بفتح الراء- والشَرط: العلامة، ومنه الشرط الشرعي، فإنَّه علامة وقوع المشروط. (إذا وَلَدَتِ الأمَةُ رَبَّهَا) ويُروى: "ربتهَا"، ولا بدّ من تقدير مضاف؛ لأنَّ الوقت نفسَه ليس علامة، بل الولادةُ المذكورة فيه، والربّ هو المالكُ والسيدُ، ولا يُطلق على غير الله إلَّا مضافًا، مثل: رب الدار ورب الفرس. قال الجوهري وغيرُهُ: فلا وجهَ لما يقال: هذا من قبيل التشديد، أو رسول الله ﷺ مخصوص منه، على أني لا أعرف ما معنى قوله: هذا من باب التشديد. قال الجوهري: وقد قالوا من غير إضافة للملك في الجاهلية، قال الحارث بن حلزة: وهو الربّ والشهيد علينا فإن قلتَ: ما معنى ولادة الأَمَة ربّها؟ قلتُ: لأنَّه يصير سببًا لإعتاقها وذاك شأن السيد، ولأن وَلَدَ السيد سيدٌ عند وفاته. فإن قلتَ: لِمَ كان ذلك من أشراط الساعة؟ قلتُ: لأنَّ كثرة السبي تكون عند شوكة الإسلام، وإذا تمّ الأمرُ دَنَا نقصُهُ، ولذلك لما نزل قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾

1 / 124