============================================================
(فى نرتيب الزبارة) وقد افضيت اليها فقلت ماهى فانشدنى اذا سد باب عنك من دون حاجة * فدعه لاخرى بنفتح عنك بابها 2 فان قراب البطن يكفيك ملؤها * ويكفيك من شر الامور اجتنابها قال فعجبت منه فقال سعيد الجوهرى شريت مسألة بجوهرة ورأيتها رخيصة وحضر فى حلقة فذكر رجل يحيي بن أكثم فقال له سعيد انى لأعلم له حسنة يغفر الله له بها قال وماهى فقال تمادى المامون على تحليل نكاح المتعة فبلغ ذلك يحيى بن أكثم فدخل عليه
فوجده مفضتبا فلم يزل به حتى سكن غضبه ثم قال له يا آمير المومنين من آين لك تحليل نكاح المتعة فجعل المأمون يستدل فقال له يحيى ليس كما قلت ان الله تعالى قال (قد أفلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون الا على أزواجهم آو ماملكت آيمانهم فانهم غير ملومين) فقال وما بعد ذلك باأمير المؤمنين قال فاولئك هم العادون قال افترضى يا آمير المؤمنين ان تكون من العادين فبكى المأمون وآمر بالكف عن ذلك قال بشرى حدثنى آبى سعيد الجوهرى فقال يابنى مامن آهل بيت الا ولملك الموت فيهم نظرة كل يوم وليلة فمن وجده قد انقضى آجله قبض روحه ثم ذكر الحديث الى آخره وكان عابدا زاهدا ورها محدثا توفى سنة ثمانين ومائتين وقبره عند قبر ولده بشرى وهو الآن داثر وعند الاتصراف عنه تجد قبر خيشمة آمير مصر مات في سجن آحمد بن طولون فى قصة طويلة والآن داثروفى قبليه قبر فى تربة صغيرة وعند رآسه رخامة مكتوب عليها على بن عمار بن طالب الصفار ذكره الموفق بن عثمان فى كتابه حكى المسكى وابن بصبلة آن رجلا جنديا جلس عنده وهو يعمل على عادته فى النحاس وكان بيده طبق فرآه الجندى لايفتر عن ذكر الله فاستحسن ذلك منه فلما فرغ زاده على احرته دينارا فقال والله لا آخذ الا آحرتى فأقسم عليه فقال
باأخى خذ ذهيك فان لله عبادا لوأقسم أحدهم على الله تعالى أن يجعل هذا النحاس ذهبا لجعله ذهبا فاذا هو ذهب باذن الله تعالى ثم قال عدكما كنت فانما هو مثل فلم يكن بعد ذلك الا أيام قلائل وتوفى الى رحمة الله تعالى وكانت وفاته سنة سبع وثلاثين وأربعمائة وقبره مبنى بالطوب الآجر معقود خشخاشة ثم تمشى مستقبل القبلة الى تربة وردان وهى تربة مشهورة بها جماعة من التابعين والفقهاء والشهداء فيآما من بها من التابعين لهوسى ابن وردان كان عالما بفضل مصر روى عن عمرو بن العاص آنه قال اجتمعت أنا وكعب الاحبار عند معاوية بن آبى سفيان فقال له معاوية أسالك بالله ياكعب هل تجد لنيل مصر
Page 79