============================================================
5 (الكواكب السيارة)
وكان حيوة بن شريح حاضرا فاستاذن الأمير فى الانصراف فقال له انصرف فى حفظ الله
وكان أبو خزيمة اذا غسل ثيابه أو اغتسل يشتغل حسب ذلك ويقول انما أنا عامل للسلمين فاذا اشتغلت فى غير عملهم فلا يحل لى أن آخذ شيا وكان له فى كل شهر دينار وسئل بثمانين دينارا فأبى وقال ليس لى حاجة إلا بهذا وحكى انه كان يصنع فى كل يوم رسنين فينفق ثمن آحدهما على نفسه وعائلته ويرسل ثمن الآخرالى اخوانه بالاسكندرية فتعوق مرة ولم يرسل اليهم شيا فأرسلوا اليه يقولون (إنا لله وإنا اليه راجعون) ألهتك الدنيا حتى قطعت مابينك وبين الله تعالى وقيل انه استخلف عبدالله بن هلال الحضرى وكان عبدالله بن هلال يجلس للناس فى المسجد الأبيض صاحب المنارة التى تلى الصخرة يعرف بمسجد مسلمة بن مخلد وقدم عون بن سليمان فأقره نائبا له فمكم بين الناس حتى مات عبدالله بن هلال فقال بعضهم انه في مقبرة الحضارمة وقال ابن الحباس إن قبره عند قبر الرفا قبلى الأدفوى قال المؤلف وسياتى الكلام عليه عند ذكر النقعة . ثم ولى عبدالله ابن لهيعة الحضرى قيل انه بمقبرتهم وقيل انه بسفح المقطم وقيل انه فى النقعة الكبرى هو واخوه عباس بن لهيعة وسيأتى الكلام عليه ان شاء الله تعالى ثم ولى يونس بن عطية الحضرى كانت له حلقة فى العلم ثم استناب رجلا من تجيب فبلغه عنه أنه قام لرجل فى المجلس فعزله وقال ليس على هذا مضى السلف وكان كثير تلاوة القرآن قال يونس ابن عطية لأصحابه إياكم والشح فانه أهلك من كان قبلكم وكان يقول لايأمر بالبخل إلا ذو القطيعة والفجور وحكى أنه سمع ممن حضر خطبة الزبير بن العوام بالبصرة فقال أيها الناس ان النبى صلى الله عليه وسلم نظر الى وقال يازبير انفق ولا توكى يوكى عليك ووسع
يوسع عليك ولا تضيق يضيق عليك واعلم يازبير ان الله يحب الانفاق ولا يحب الأقتار ويحب السماحة وهى ثمرة الشجاعة توفى رضى الله عنه سنة ست وثمانين(1) واختلف أهل التاريخ فيمن ولى بعده فمنهم من قال ولى ابن أخيه ومنهم من قال بل ولى بعده ولده والله اعلم ثم ولى لهيعة بن عيسى بن لهيعة الحضرمى فلم يزل قاضيا حتى قدم المطلب بن عبدالله بن مالك فوجده قد اشترى حزمة بقل من السوق فقال لايصلح أن يكون هذا قاضيا فعزله فى أول سنة ثمان وتسعين ومائة وولى المطلب بن فضل بن غانم وقيل الفضيل فأقام سنة أو نحوها ثم سجن رجلا من الجند عليه دين لأهله فبعث اليه الامير يقول له أطلقه فقال لا فعزله ثم آعاد عيسى(2) بن لهيعة فلم يزل قاضيا حتى مات فى سنة (3) أربع وثمانين (1) لعله ومانه بدليل مابعده()) اسمه فيماسبق لهيعة بن عيسى (3) هذا خطا مع قوله السابق فعزله فى أول سنة 198
Page 68