============================================================
(فى ترتيب الزيارة) الحير بن نعيم خصمين ادعى آحدهما على الآخر بعشرين دينارا فسكت الخصم فقال له القاضى مايخلصك السكوت فدفع اليه رقعة وقال استرها سترك الله فسترها بكمه ونظر فيها 1 فاذا مكتوب العشرون دينارا فى ذمتى وما على بها شاهد إلا الله فان اعترفت اعتقلنى وان انكرت استحلفنى آفتنا يرحمك الله قال فبكى القاضى بكاء شديدا واخرج من كمه منديلا وأخرج منه عشرين دينارا وقال لصاحب الطلب خذها فقال باسيدى ما الخبر فقص عليه القصة فقال صاحب المال أنا احق بذلك والله لا آطالبه آبدا فقال القاضى وانا والله لايعود لى المال وقال المديون وأنا والله بعد أن قضى الله دينى لا ألتمس منه شيا قال فتصدق به القاضى فى المجلس. وحكى عنه رضى الله عنه انه كان فى منزله واذا بخصمين يختصمان على باب المنزل فقال للخادم انظرى من بالباب فخرجت اليهما فقال أحدهما أريد الاجتماع بالقاضى ينصفنى من خصمى وكان وقت المغرب فلما دخلت الخادم اليه قال لن يحصل لى اجتماع بهما الى غد فاخبرتهما بذلك فمضيا ولما كان الغد آتيا اليه وقال آحدهما
باسيدى إنى ابتعت من هذا الرجل جملا فظهر به عيب فاردت رده عليه فخلف انه مايرده الا بحكم حاكم فجئنا اليك بالامس عقب النهار فلم يحصل لنا اجتماع بالقاضى وكان الجمل معنا فلما رجعنا به الى الخان أخذه أمر الله فمات من ليلته فهل ياسيدى هو في ذمة البائع أم فى ذمة المشترى فقال القاضى لا فى ذمة البائع ولا فى ذمة المشترى بل هو
فى ذمة القاضى الذى لم يخرج اليكما ويبث الحكومة بينكما ثم أدى ثمنه رضى الله عنه قال ابن موهوب رويت عن الخير بن نعيم انه كان يقول معصية العالم بالف معصية وبلغنى ان الرجل من علماء بنى اسرائيل كمان اذا آذنب يصبح وجهه مسودا وله مناقب مشهورة نا يضيق الوقت عن حصرها وتوفى الى رحمة الله تعالى في سنة ست وثلاثين ومائة وقبره تحت كوم المنامة وكان عليه قبة قال المؤلف وقبره أول قبور الحضارمة وآخرها قبر عبد الله ابن جذام الحضرمى وهو القبر المبنى على هيئة المصطبة تحت العقود من تربة سهل بن آحمد المسلوك اليها من تربة طباطبا يفرق بينهما الحائط وسياتى الكلام عليهم ويجاور قبر الخير ابن نعيم من الجهة الغربية تربة لطيفة فى ذيل الكوم بها قبر مرند بن عبد الله البجلى من كار التابعين قال ابن لهيعة كان مرثد بن عبد الله البجلى يقسم الليل نصفين يجعل الأول صلاة والثانى تلاوة وقيل إنه ولى القضا بالاسكندرية وتوفى سنة سبعين ومعه فى التربة قبركان مكتويا عليه كثير مولى عقبة بن عامر الجهنى ذكره صاحب المصباح وقال هو
من التابعين وذكر له حكاية وذلك آنه آتى عقبة بن عامر الجهنى رضى الله عنه وقال له ان
Page 63