============================================================
5 (فى ترتيب الزيارة) مصر ولما رجع ابن طولون واستقر فى قصره بعث الى بكار فجاء اليه وكان عند بكاريتيم - يكفله فلما أحضره أوقفه فى مجاس الشرطة وأقام اليتيم معه فقال له اليتيم آنت آكلت مالى وأشمعه كلاما قبيحا فقال بكار اللهم ان كان كاذبا فاسلبه عقله فرتى من ليلته يرجم الناس بالحجارة فى الطرقات ثم سجن القاضى بكار فوقف آهل الحديث الى ابن طولون وقالوا على من نقزأ وقد سجنت بكارا فقال اذهبوا الى السجن واقرؤا عليه فكان الناس ياتون السجن ويقرؤن على بكار الحديث وكان يغتسل فى وقت الجمعة ويتوضا وياتى الى باب السجن فيقول له السجان ما أمرت بخروجك فيقول بكار اللهم فاشهد ثم يعود الى مكانه ولم يزل القاضى بكارفى السجن حتى احتضر ابن طولون فقال لابنه خمارويه اذهب الى الفاضى بكار فقل له أبى يسلم عليك ويسالك آن تدعو له فخرج من عنده حتى آتى القاضى بكارا فوجده يصلى فلما سلم من صلاته قال له ان أبى يسلم عليك وانه يسألك الدعاء فقال له قل له انه عليل أشرف على قبره وأنا شيخ فان أشرفت على حفرتى والمجتمع بينى وبينه بين يدى الله تعالى فعاد خمارويه فوجده قد اشتد به النزع ومات ومات بكار بعده بمدة يسيرة وحكى أمام مسجد الزبير وابن ميسر وابن أحى عطايا وابن عثمان وابن الحباس ومجد الدين الناسخ ان ابن طولون رئى فى المنام بعد موته فقيل له مافعل الله بك قال شفع فى القاضى بكار وكانت وفاة القاضى بكار فى سنة سبعين ومائتين وقيل ان آمه دفنت الى جانبه قال المؤلف عفا الله عنه ومعه في حومته قبر جده بشر بن آبى بكرة بن الحارث بن مخلدة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الكندى مات بشربن أبى بكرة بمصر وقبره عند قبرولده بكارقال أبو جعفر الطحاوى سمعت أبا العلى الكوفى يقول كان القاضى بكار يقول لى انطلق معى حتى أزورقبر جدى فيأتى الى مكان قبره فيزوره ويقول هذا من التابعين قال الشيخ شرف الدين بن الحباس آخذ القاضى بكار الفضا عن دحيم (1) بن اليتيم واسد بن الرحمن بن ابراهيم الدمشقى (2) (وجاء بتوقيع القضا من بغداد فلما وصل الى الرملة مات عبد الرحمن 1
وولى بعد القاضى بكار القاضى أبو زرعة محمد بن عثان الدمشقى ولاه هارون الرشيد قضا مصر وفلسطين ودمشق وكانت ولايته سنة أربع وثمانين ومائتين) حكى أبو مالك قال آتيت دارأبى زرعة فسألت عنه فابطيا على خروجه فدخلت عليه فقلت لم لاتسرع للناس فقال ت
يا أخى عفا الله عنك حدث لى أمر منعنى من الخروج اليك قلت بالله ماهو فقال سالنى رجل ثو با ولم يكن لى غير ثوب واحد فاستحييت آن آرد مسالته فنزعت ثوبى له وجعلت
(1) بسخة رحيم (2) كذا بالاصل
Page 61