============================================================
(فى ترتيب الزيارة) ابن بشر بن أبى بكرة بن الحارث بن مخلدة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم التقفى من أهل البصرة وهو من الدفن الآول ذكره الفضاعى وأثنى عليه دخل الى مصر فى يوم الجمعة لتمان خلون من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين ومائتين ولم يزل قاضيا حتى مات فى ذى الحجة فى سنة تسعين وكان السبب في دخوله الى مصر ان المتوكل استشار قوما فيمن يكون قاضيا على مصر فاجمعوا على آن يولوا بكار بن قتيبة وكان قد بلغ المتوكل ماهو عليه
من الزهد والورع والعفة والصلاح فأرسل اليه نجابا وكان مقيما بارض البصرة فلما آن قدمها
النجاب سال عن مكانه فارشدوه اليه فجاء الى المنزل وسأل عنه فقيل له قد مضى الى الفرن فجلس قليلا واذا به قد آقبل وعلى رأسه طبق الخبز فلما رآه النجاب ملتحفا برداء استحقره فلما دنا منه سلم عليه وقال له آنا رسول الخليفة قد جئتك بتولية القضاء على مضر وهذا كتاب الخليفة قال يا أحى لاأقدرعلي الوقوف قال لم قال لان الرداء الذى على لوالدتى وقد استاذنتها ان آمضى به الى الفرن وأعود ولم آستاذنها فى الوقوف معك ثم دخل الى المنزل (1) (وعاد فدفع اليه رغيفين وقال له امض فى حفظ الله تعالى فتعجب الرجل من ذلك ولم يمكنه ردهما ورجع بعد آن قلده القضاء فلما عاد الى الخليفة فسال عن قصته فأخبره بها وكيف آعطاه الرغيفين) فقال له الخليفة وما الذى صنعت بهما قال فرطت فى أحدهما وجثت بالآخر قال ائتنى به فلما جاء به الى الخليفة أعطاه مائة دينار وقال لو جئت بالآخر لاعطيتك مائة أخرى وأخذ الخليفة الرغيف وصنعه أكمالا وأدوية وادخره فلم يكن الا مدة يسيرة وأراد الخليفة أن يرسل النجاب فى رسالة فقيل انه أرمد وقد اشرف على العمى فاستحضره فلما حضر بين يديه أخرج له كملا وقال له قل باسم الله
واجعل منه فى عينيك ففعل ذلك فشفى باذن الله تعالى ومضى فى رسالة الخليفة فلما عاد قال يا آمير المؤمنين أريد آن أصنع ذلك الكحل فانى وجدت فيه شفاء عظيما فقال الخليفة عرفت ماصنعت بالرغيف الذى جئت به من عند بكار قال وما الذى صنعت به باأهير المؤمنين قال جعلناه فى آكمالنا وأدويتنا فنجد به ماوجدت من الشفاء والبركة فتدم النجاب على مافرط فيه من آمر الرغيف وكان القاضى بكار من الفقهاء والمحدثين والقراء ويعد فى آربع طبقات آخذ الفقه عن هلال بن يحيى وحدث عن آبى داود الطيالسى
وعبدالصمد بن عبدالوارث وجماعة من المحدثين فمما رواه بالسند الصحيح عن أب هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال صلاة الجماعة تفضل على صلاة القذ (1) كذا بالاصل (4
Page 59