============================================================
عدد، ثم يجيء إلى بيته فيجد الدراهم كلها كاملة.
وغير ذلك مما لا يدخل تحت الحصر.
قال الإمام أحمد بن حبل: وإنما كانت الكرامات بعد زمن الصحابة اكثر، لان قوة إيمانهم لا يحتاج معها إليها، ولان الزمن الأول كان كثير الثور، فلو حصلت لم تظهر كل الظهور لاضمحلالها في نور(1) الثبؤة بخلاف من بعدهم، ألا ترى أن القنديل لا يظهر نوره بين القناديل، بخلاف الظلام، والئجوم لا يظهر لها نوو مع ضوء الشمس.
وقال القيصري: كانت كرامائهم أعظم لكنهم أقوى من غيرهم، فملكوا الأحوال ولم تملكهم الأحوال، وغيرهم ملكتهم الأحوال لضعفهم عنهم فظهرت عليهم آثار الأحوال.
قال السبكي (2) : وإني لأعجب كل العجب من منكر الكرامة، وأخشى عليه المقت، ويزداد تعجبي عند نسبة إنكارها إلى الأستاذ الإسفراييني وهو من أساطين أهل السنة والجماعة، على أن نسبة إنكارها إليه على الإطلاق كذبت، والذي ذكره الوجل في كتبه أثها لا تبلغ مبلغ خرق العادة، وقال : كل ما جاز (3) معجزة لنبي لا يجوز مثله كرامة لولي، وإنما بالغ (4) الكرامات إجابة دعوة، أو شربة ماء في مفازة، أو كسرة في منقطعة (5) أو ما يضاهي ذلك.
وجرى على نحوه القشيري (2) فقال: إن الكرامة لا تنتهي إلى وجود ابن بغير آب، وقلب جماد بهيمة.
لكن الجمهور على الإطلاق، وقد أنكروا التفصيل على قائله، حتى (1) في المطبوع: نفس.
(2) طبقات الشافعية الكبرى 315/2.
(3) في (ب): كان.
(4) في المطبوع: غاية.
5) العبارة في طبقات الشافعية 315/2: أو موافاة ماء في بادية في غير موقع المياء أو مضاهي ذلك.
() الرسالة القشيرية 164/2 .
Page 13