200

Briser les frontières

كسر الحدود

Genres

منذ ثلاثين عاما (وبالضبط عام 1969)، طرأت لي فكرة إنشاء جمعية للكاتبات المصريات، عرضت الفكرة على بعض الصديقات الكاتبات، وبدأنا تسجيل الجمعية بوزارة الشئون الاجتماعية عام 1970، وفعلا ولدت الجمعية إلا أن انقلاب السياسة في عهد السادات قد أدى إلى تجميد نشاط هذه الجمعية لأكثر من عشرين عاما، ولم تستأنف عملها إلا في السنين الأخيرة.

تذكرت هذا التاريخ وأنا أشارك في ندوة معرض الكتاب الدولي في زيمبابوي، وأستمع إلى كبار النقاد في العالم يناقشون سيرتي الذاتية، تذكرت أيضا أن معرض الكتاب الدولي الذي يعقد بالقاهرة (كل عام في بداية الشتاء) لم يعقد ندوة واحدة لمناقشة أي كتاب من كتبي، ولم يسمع شيئا عن سيرتي الذاتية أو غيرها من مؤلفاتي، وقد رفض عقد ندوة أتحدث فيها لرواد معرض الكتاب من الشباب والشابات، وقال أحد المسئولين عن إقامة المعرض: يا خبر إسود ندوة لنوال السعداوي؟! دي كاتبة خطيرة!

أجمل ما شهدت في مدينة هاراري هذا العام هم أطفال المدارس الذين تجمعوا في مسرح «شيباوو» الأفريقي يوم 3 أغسطس 1999، فوق خشبة المسرح صعدت طفلة في الثانية عشر من عمرها وراحت تقرأ بعض الفقرات من أحد كتبي المترجمة إلى اللغة الإنجليزية، ثم شاركها بعض الأطفال من البنات والأولاد، وراحوا يقدمون مسرحيات قصيرة مأخوذة من روايات الأديبات الأفريقيات ومنها بعض رواياتي.

وسط التصفيق الذي ملأ القاعة الفسيحة التي تضم أكثر من ألف طفل وطفلة وقفت وقلت: «هذا يوم من أجمل أيام حياتي؛ لأنه يقع فوق أرض أفريقية، ولأني أرى أمامي وجوها نضرة سمراء البشرة عيونها تلمع بالفرح، وتذكرني بطفولتي في قريتي على ضفاف النيل.»

هاراري، زيمبابوي

13 أغسطس 1999

تخبط النخبة المثقفة

رأيت صور الفتاة في الصحف التي فقدت عيناها في مظاهرات الإثنين 8 مايو 2000 بجامعة الأزهر، وهي لم تقرأ الرواية للمؤلف السوري التي أثارت المظاهرات، ولا تعرف شيئا عن المعركة السياسية الدائرة تحت شعارات دينية.

ثم قرأت أن البوليس سيطر على الموقف، وتم حبس بعض الشباب رهن التحقيق.

إزاء هذه الأزمة التي تراق فيها الدماء، وبعضهم صغار السن وأبرياء، أود مصارحة القراء والقارئات بكثير من الهواجس وعلامات الاستفهام التي تدور في عقول الكثيرين: (1)

Page inconnue