ولا يزيد عن هذه البرامج الدينية إلا رقصات البطن والأثداء والأرداف وتعرية أجساد النساء من أجل الترفيه عن الصالحين الصائمين في رمضان الكريم.
أكتب هذه الكلمات واليوم هو الأربعاء 27 نوفمبر 2002م، الموافق 22 رمضان 1423ه، الموافق 18 هاتور 1719 ... وبعد شهر واحد، أي في 27 أكتوبر القادم سأبلغ من العمر سبعين عاما «ويضاف إليها عامان» الرقم «سبعين» يرن في أذن مهولا مرعبا مفزعا من أن يسمعه أحد في الوطن الكريم حتى يقول عني عجوز شمطاء، منذ قليل نشرت الصحف المصرية الحكومية «والمعارضة الشرعية» عن هذه العجوز الشمطاء التي يجب قطع رأسها؛ لأنها تجاوزت الخطوط الحمراء، وخرجت عن الدائرة المرسومة للمؤمنين والمؤمنات بالكتب السماوية الثلاثة، ولأنها لا تؤمن بتقبيل الحجر الأسود المقدس، ولأنها سخرت من تقبيل رأس سانت كاترينا المقدس، ولأنها سخرت من إله التوراة الذي هو إله الإنجيل وإله القرآن، وقالت إنه منح بني إسرائيل أرض فلسطين (أو كنعان) مقابل قطع غزلة القضيب أو ختان الذكور. - يجب قطع رأسها أيها السادة. - لماذا أيها السيد؟ - لأنها تصور الإله في التوراة كأنما هو إله بلا عقل. - إزاي يا أخي؟ - تصور يا أخي ... إنها تكتب وتقول: إن الله سبحانه وتعالى أمر بني إسرائيل في التوراة أن يقتلوا أهل كنعان، ويغتصبوا الأرض مقابل ختان الذكور؟! تصور يا أخي هذه البجاحة! - يا أخي هذه آية مكتوبة ومطبوعة في كتاب التوراة ، وهي لم تخترعها من خيالها، ألم تقرأ التوراة؟! - لا يا سيدي أنا لا أقرأ إلا القرآن، وقال الله سبحانه وتعالى في القرآن أن ... - أنصحك يا أخ أن تقرأ التوراة والإنجيل أيضا حتى تفهم القرآن؛ لأنك لا يمكن أن تفهم القرآن دون أن تفهم الكتب السماوية السابقة عليه. - ما هذا الكلام يا أستاذ؟ لم أسمع بهذا من قبل! وأنا يا أستاذ تخرجت في الأزهر الشريف، وأصبحت أستاذا للفقه والشريعة الإسلامية ولم يطالبني أحد من قبلك بقراءة التوراة والإنجيل. - ولكنك يا أستاذ لا يمكن أن تكون مسلما دون أن تؤمن بالكتب السماوية الثلاثة. - نعم. - كيف إذن تؤمن بكتب لم تقرأها؟! - لقد خرجنا عن موضوعنا الأصلي يا أستاذ! - ما هو؟ - قطع رأس هذه العجوز الشمطاء الكافرة. - تاني! •••
الصحف الحكومية و«المعارضة الشرعية» تنشر كل يوم عن المذابح المتكررة للشعب الفلسطيني.
واليوم الأربعاء 27 نوفمبر 2002، تأتي عناوين الصحف الرئيسية كالآتي:
واصلت القوات الإسرائيلية اعتداءاتها بالأسلحة الثقيلة والدبابات وطائرات الهيلكوبتر الأباتشي المقاتلة في غالبية مدن ومناطق الضفة الغربية، وفي منطقة دير البلح بقطاع غزة ... و...
وطالب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بالإسراع بالتدخل لمنع الكارثة الإنسانية التي يواجهها الشعب الفلسطيني.
وفي واشنطن ماذا حدث؟ وكم مرة طالب الرئيس المصري وغيره من رؤساء الحكومات العربية وملوكها وأمراء نفطها، كم مرة طالبوا أمريكا بالتدخل لإنقاذ فلسطين؟!
وتتدخل أمريكا بالطبع، فهي تزيد المعونات العسكرية والاقتصادية لإسرائيل، وتكافئها على المذابح التي تقترفها في فلسطين (والعراق ... سنأتي للعراق بعد قليل).
ومع ذلك لا يكف الرؤساء في بلادنا العربية عن استجداء أمريكا بالتدخل لمنع الكارثة!
كيف هذا أيها السادة؟ ولماذا؟
Page inconnue