Encyclopédie des termes techniques des arts et des sciences
موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم
Chercheur
د. علي دحروج
Maison d'édition
مكتبة لبنان ناشرون - بيروت
Numéro d'édition
الأولى - 1996م.
Genres
أسدا يرمي، أو خاصية وهي الغريبة أي البعيدة عن العامة. والغرابة قد تحصل في نفس الشبه كما في قول يزيد بن مسلمة «1» يصف فرسا بأنه مؤدب وأنه إذا نزل عنه صاحبه وألقى عنانه في قربوس سرجه أي مقدم سرجه وقف على مكانه حتى يعود إليه. قال الشاعر:
واذا احتبى قربوسه بعنانه علك الشكيم إلى انصراف الزائر علك أي مضغ والشكيم اللجام، وأراد بالزائر نفسه، فاستعار الاحتباء وهو أن يجمع الرجل ظهره وساقيه بثوب أو غيره لوقوع العنان في قربوس السرج، فصارت الاستعارة غريبة لغرابة التشبيه. وقد تحصل الغرابة بتصرف في العامية نحو قوله:
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا وسالت بأعناق المطي الأباطح والأباطح جمع أبطح وهو مسيل الماء فيه دقاق الحصى، أي أخذت المطايا في سرعة المضي. استعار سيلان السيول الواقعة في الأباطح لسير الإبل سيرا سريعا في غاية السرعة المشتملة على لين وسلاسة، والتشبيه فيها ظاهر عامي، وهو السرعة لكن قد تصرف فيه بما أفاده اللطف والغرابة، إذ أسند سالت إلى الأباطح دون المطي وأعناقها حتى أفاد أنه امتلأت الأباطح من الإبل، وأدخل الأعناق في السير حيث جعلت الأباطح سائلة مع الأعناق، فجعل الأعناق سائرة إشارة إلى أن سرعة سير الإبل وبطؤه إنما يظهران غالبا في الأعناق.
الثالث باعتبار الثلاثة، أي المستعار منه والمستعار له والجامع إلى خمسة أقسام:
الأول استعارة محسوس لمحسوس بوجه محسوس نحو: واشتعل الرأس شيبا «2» فالمستعار منه هو النار، والمستعار له هو الشيب، والوجه أي الجامع هو الانبساط الذي هو في النار أقوى، والجميع حسي، والقرينة هو الاشتعال الذي هو من خواص النار، وهو أبلغ مما لو قيل: اشتعل شيب الرأس لإفادته عموم الشيب لجميع الرأس.
والثاني استعارة محسوس لمحسوس بوجه عقلي، نحو: وآية لهم الليل نسلخ منه النهار «3» فالمستعار منه السلخ الذي هو كشط الجلد عن نحو الشاة، والمستعار له كشف الضوء عن مكان الليل وهما حسيان، والجامع ما يعقل من ترتب أمر على آخر، كترتب ظهور اللحم على الكسط وترتب ظهور الظلمة على كشف الضوء عن مكان الليل، والترتب أمر عقلي؛ قال ابن أبي الإصبع: هي ألطف من الأولى.
والثالث استعارة معقول لمعقول بوجه عقلي؛ قال ابن ابي الإصبع: هي ألطف الاستعارات نحو: من بعثنا من مرقدنا «4» فإن المستعار منه الرقاد أي النوم والمستعار له الموت والجامع عدم ظهور الفعل، والكل عقلي.
الرابع استعارة محسوس لمعقول بوجه عقلي نحو: مستهم البأساء والضراء استعير المس وهو صفة في الأجسام وهو محسوس لمقاساة الشدة، والجامع اللحوق، وهما
Page 160