(( بحيث يستلزم )) لذاته (( صدق كل واحدة )) من القضيتين (( كذب الأخرى )). قوله: بحيث يستلزم...الخ.احتراز عن مثل قولنا: زيد ساكن، زيد ليس بمتحرك. مما لا يحصل بسبب الاختلاف من صدق أحدهما كذب الأخرى.وقولنا في الشرح: لذاته احتراز عن اختلاف القضيتين المقتضي لصدق أحدهما كذب الأخرى. لكن لا بالنظر إلى ذاته، بل لأجل واسطة. كقولنا: زيد إنسان، زيد ليس بناطق. فإنه إنما يقتضي صدق إحداهما كذب الأخرى بواسطة أن كل إنسان ناطق. فافهم .
واعلم أنه لا بد في تحقيق التناقض بين القضيتين من اتحاد واختلاف. فالاختلاف: يكون في الكم أي: الكلية والجزئية، والكيف. أي: الإيجاب والسلب. والجهة أي: الضرورة والإمكان والدوام والإطلاق، وغيرهما من الجهات. فإن كانت القضية: موجبة كلية ضرورية مثلا، فنقضيها: سالبة جزئية ممكنة عامة. مثلا قولنا: كل إنسان حيوان بالضرورة. نقضيها: بعض الإنسان ليس بحيوان بالإمكان العام. ونحو ذلك.
وأما الاتحاد ففيما عدى هذه الأمور الثلاثة.
والصحيح: أن المعتبر في تحقيق التناقض هو وحدة النسبة الحكمة، حتى يرد الإيجاب والسلب على شيء واحد. على ما هو مقرر في كتب المنطق والله أعلم.
Page 43