Le dévoileur pour ceux qui ont des esprits
الكاشف لذوي العقول (تنظيم)
Genres
ومنها: تجويز الرؤية على الله تعالى يوم القيامة. فإنها تستلزم التشبيه له تعالى بالأجسام، والإعراض. تعالى عن ذلك علوا كبيرا. إذ لا يرى إلا ما هو جسم، أو عرض. وذلك يستلزم حدوثه تعالى. وهذا قد روي عن محمد بن إدريس الشافعي.
ومنها: المصالح المرسلة. وهي التي لا يشهد لها أصل معين بالإعتبار، ولا بالإلغاء. كما تقدم. وهي مروية عن مالك بن أنس الحميري. وأنه كان له بها لهج كثير. حتى أنه نسب إلى إفراط مذموم. وهو: القول بجواز قتل ثلث من لا يستباح دمه لبقاء الثلثين. والله أعلم. ومنها: التجسيم لله تعالى. فإنه يروى عن أحمد بن حنبل.
فهذه الرذائل أهل البيت عليهم السلام منزهون عنها. فكانوا أكمل علما، وعدالة. بخلاف غيرهم. فإنه قد روي عنهم شيء منها. كما ذكرنا. وهي تقتضي الإختلال في العلم، والعدالة. وإن كان قد ذكر الإمام المهدي عليه السلام: أن الفقهاء المذكورين منزهون عن تلك الرذائل. لأنها تقتضي اختلالا في الدين. ونحن من إسلامهم على يقين. فلا تنتقل عن هذا اليقين إلا بيقين. ولا يفيد اليقين في مثل ذلك إلا التواتر. ولا تواتر عنهم. سيما الثلاثة _ يعني أبا حنيفة، والشافعي، ومالكا _ لكن قيل في المثل: من يسمع يخل.
ومما يدل على أن أهل البيت عليهم السلام أولى بأن يقلدوا: ما روي فيهم من الآيات القرآنية، والأخبار النبوية، الدآلة على أنهم الفرقة الناجية. كما تقدم بيان ذلك. وتحرير تلك المسالك في آخر باب الإجماع. فليرجع إليه. والله أعلم.
Page 212