============================================================
لدخله واحد منكم ومما ذكره الله عز وجل في المصر قوله عن قول موسى: { إفبطوا مصرا فإن لكم(1) ما سألتم} إنما أراد أن الناطق عليه السلام قال لقومه ادخلوا في طاعة الامام صلوات الله عليه فإن لكم ما سألتم من فوائد العلم وعوائد رحمة الله وثوابه، فهذا قول موسى لقومه وكذلك قول محمد لقومه صلى الله عليه، وكلاهما يأمر بطاعة الامام بعده ، وهو مصره الذي ذكره يوسف صلى الله عليه وهو الصديق فقال : { آدخلوا مصر إن شاء آلله أمنين(2) . ورفع أبوئه على العرش وخروا له سجدا ما أحسن تأويل هذه الآية، مما قاله الحكيم عليه السلام فإنه قال : يوسف الصديق عليه السلام هو المصر(2)، وإنما طالب الناس بالقبول له، والدخول في طاعته، والتمسك بهدايته، فمن فعل ذلك أمن وسعد، وكان أول من استجاب له أبواه في الظاهر في النسب، فملكهما على الناس كلهم، فلما زادت بصيرتهما علما أنهما له عبدان فسجدا له طائعين غير مكرهين، وعلما أن الله هو الحق، وأن ما دونه من إله باطل، وزخرف، وعلما وأيقنا أنه صاحب الحق الذي خصه الله بالايختيار دون غيره، والسجود، فهو التسليم للامام عليه السلام، ومنه صارت العلوم إلى الحجج والأبواب والدعاة، فمن صدقهم فقد دخل مصرهم المندوب إليه، وأمن من العذاب، وصار من الآمنين الفائزين الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون، والمصرفهو في اللغة "المدينة" ويشار به في الباطن إلى الناطق وإلى الامام، وقد قال رسول الله صلى الله عليه "أنا مدينة العلم وعلي بابها(4) فمن أراد المدينة فليأت الباب" فهذا تاكيد لهذه الاشارة إلى المصر في الباطن : ونرجع إلى ذكر فرعون هذا الزمان لعنه الله، فالاشارة فيه إلى من خالف من الدعاة إلى الأئمة فى هذا الزمان صلوات الله عليهم فأنباؤهم وقصصهم معروفة لعنهم الله، قال الحكيم عليه السلام : وكان فرعون ممن دخل في طاعة الامام
Page 119