============================================================
واعلم أرشدك الله عن معنى قول الله عز وجل: ل إن أول بيت وضيع(1) للناس.
للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين . فيه ايات بينات مقام ايراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من آستطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن آلله غني عن العالمين) إنما أراد بذلك معرفة العباد بأول بيت نصبه من حجته وهو البيت العتيق الذي لا بيت قبله ولا يدانيه، ولذلك أفرده جل وعلا بقوله ( إن أول بيت وضيع للناس) يريد نصب للناس عرفه من عرفه، وجحده من جحده، فالأول هو الآخر، لأن البارىء جل ذكره آلى على نفسه الا يغير حجابه الأول، والأبنية التي ظهرت منه حكمته، ولا يغير مقاما من مقاماته، ومعنى آلى على نفسه، يعني آمضى مشيئته بحكمه الذي لا معقب لحكمه فقال: كتب [ ربكم](2) على نفسه آلرخمة يعني حكم لكم من نفسه بالرحمة وقال عز وجل :{ وقضى ربك ألأ تعبدوا إلأ ئاه (3) وهذا كله في معنى واحد، فأول مقام البارىء عز وجل هو الآخر كما بدأه عاد على هذا في جميع الأعصار، والمعنى فيه واحد وهو الامام في عصره والناطق في عصره عليهما السلام وبيان ذلك القول في هذا أن أول أمر الله الذي بعث به أول رسله هو الذي يقوم به آخركم والذي يسألهم عنه يوم البعث في الآخرة بعد الدنيا.
وقد قال الله عز وجل:{{ ولن تجد لسنة (4) الله تبديلأ} وقال: { لا مبدل(2) لكلماته) فالاشارة بهذا إلى أمره وحكمته التي يقيم بها الرسل والأثمة حجبا على خلقه مبشرين ومتذرين، فأول حجاب من حجبه ومقام احتجب به ادم صلى الل عليه فبعثه بدينه الذي هو طاعته وتوحيده وعبادته إقرارا أنه الذى لا إله إلا هو ولا شريك له، وأن يطاع بطاعة من اصطفاه على الناس برسالته ووحيه، وأخرهم الناطق السابع، فبهذا صلى الله عليه يقوم، وإليه يدعو، وكلهم يحلون ما أحل
Page 125