Le Dévoilement et l'Explication

Abu Ishaq al-Tha'labi d. 427 AH
33

Le Dévoilement et l'Explication

الكشف والبيان

Chercheur

الإمام أبي محمد بن عاشور

Maison d'édition

دار إحياء التراث العربي

Numéro d'édition

الأولى ١٤٢٢

Année de publication

هـ - ٢٠٠٢ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

ولهت نفسي الطروب إليهم ... ولها حال دون طعم الطعام «١» فكأنه سمّي بذلك لأن القلوب تولّه لمحبّته وتضطرب وتشتاق عند ذكره. وقيل: معناه: محتجب لأن العرب إذا عرفت شيئا، ثم حجب عن أبصارها سمّته إلها، قال: لاهت العروس تلوه لوها، إذ حجبت. قال الشاعر: لاهت فما عرفت يوما بخارجة ... يا ليتها خرجت حتّى رأيناها «٢» والله تعالى هو الظاهر بالربوبيّة [بالدلائل والأعلام] وهو المحتجب من جهة الكيفيّة عن الأوهام. وقيل: معناه المتعالي، يقال: (لاه) أي ارتفع. وقد قيل: من [إلا هتك]، فهو كما قال الشاعر: تروّحنا من اللعباء قصرا «٣» ... وأعجلنا الألاهة أن تؤوبا «٤» وقيل: هو مأخوذ من قول العرب: ألهت بالمكان، إذا أقمت فيه، قال الشاعر: ألهنا بدار ما تبين رسومها ... كأن بقاياها وشام على اليد «٥» فكأن معناه: الدائم الثابت الباقي. وقال قوم: [ان يقال] «٦» ذاته وهي قدرته على الإخضاع. وقال الحارث بن أسد المجلسي، أبو عبد الله البغدادي: الله من (ألههم) أي أحوجهم، فالعباد مولوهون إلى بارئهم أي محتاجون إليه في المنافع والمضارّ، كالواله المضطرّ المغلوب. وقال شهر بن حوشب: اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، وقال أبو بكر الوراق: هو. وغلّظ بعض بقراءة اللام من قوله: (اللَّهِ) حتى طبقوا اللسان به الحنك لفخامة ذكره، وليصرف عند الابتداء بذكره وهو الرب. الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، قال قوم: هما بمعنى واحد مثل (ندمان، ونديم) و(سلمان،

(١) لسان العرب: ١٣/ ٥٦١. (٢) تفسير القرطبي: ١٧/ ١٠١. (٣) في اللسان: عصرا. (٤) تفسير الطبري: ٩/ ٣٥، ولسان العرب: ١/ ٢١٩. (٥) تاج العروس: ٩/ ٣٧٥. (٦) كذا في المخطوط.

1 / 98