Le Dévoilement et l'Explication

Abu Ishaq al-Tha'labi d. 427 AH
132

Le Dévoilement et l'Explication

الكشف والبيان

Chercheur

الإمام أبي محمد بن عاشور

Maison d'édition

دار إحياء التراث العربي

Numéro d'édition

الأولى ١٤٢٢

Année de publication

هـ - ٢٠٠٢ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

وقال عنترة: حيّيت من طلل تقادم «١» عهده ... أقوى «٢» وأقفر بعد أمّ الهيثم «٣» وقال الزجاج: وهذا هو القول لأنّ الله ﷿ ذكر لموسى الفرقان في غير هذا الموضع فقال: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ «٤» . وقال الكسائي: الفرقان: نعت للكتاب، يريد: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ فرّق بين الحلال والحرام، والكفر والإيمان، والوعد والوعيد. فزيدت الواو فيه كما يزاد في النعوت من قولهم: فلان حسن وطويل، وأنشد: إلى الملك العزم وابن الهمام ... وليث الكتيبة في المزدحم «٥» ودليل هذا التأويل قوله: ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَمامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ «٦» . وقال قطرب: أراد به الفرقان، وفي الآية إضمار، ومعناه: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَمحمّد الْفُرْقانَ. لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ لهذين الكتابين، فترك أحد الاسمين، كقول الشاعر: تراه كأن الله يجدع أنفه ... وعينيه إن مولاه بات له وفر «٧» وقال ابن عباس: أراد بالفرقان النصر على الأعداء، نصر الله ﷿ موسى وأهلك فرعون وقومه، يدلّ عليه قوله ﷿: وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ «٨» يوم بدر. يمان بن رباب: الفرقان: انفراق البحر وهو من عظيم الآيات، يدلّ عليه قوله تعالى: وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ. وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ الذين اتخذوا العجل. يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ أي ضررتم أنفسكم بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ إلها، فقالوا: فأي شيء نصنع وما الحيلة؟ قال: فَتُوبُوا

(١) كذا في القرطبي. (٢) كذا في تفسير القرطبي. (٣) تفسير القرطبي: ١/ ٣٩٩. (٤) سورة الأنبياء: ٤٨. (٥) تفسير القرطبي: ١/ ٣٨٥. (٦) سورة الأنعام: ١٥٤. (٧) لسان العرب: ٨/ ٤١. (٨) سورة الأنفال: ٤١.

1 / 197