Le Dévoilement et l'Explication

Abu Ishaq al-Tha'labi d. 427 AH
106

Le Dévoilement et l'Explication

الكشف والبيان

Chercheur

الإمام أبي محمد بن عاشور

Maison d'édition

دار إحياء التراث العربي

Numéro d'édition

الأولى ١٤٢٢

Année de publication

هـ - ٢٠٠٢ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

كُلَّما متى ما رُزِقُوا أطعموا مِنْها من الجنّة مِنْ ثَمَرَةٍ: أي ثمره، و(من) صلة. رِزْقًا طعاما. قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا أطعمنا مِنْ قَبْلُ: طعامهما، وقيل معناه: هذا الذي رزقنا من قبل، أي وعدنا الله في الدنيا وهو قول عطاء، و(قَبْلُ) رفع على الغاية، قال الله تعالى: لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ «١» . وَأُتُوا وجيئوا بِهِ بالرزق. قرأ هارون بن موسى: (وأتوا) بفتح الألف، أراد أتاهم الخدم به. مُتَشابِهًا اختلفوا في معناه، فقال ابن عباس ومجاهد والربيع والسّدي: مُتَشابِهًا في الألوان، مختلفا في الطعوم. الحسن وقتادة: مُتَشابِهًا في الفضل، خيارا كلّه لأنّ ثمار الدنيا [تبقى] ويرذل منها، وإن ثمار الجنة لا يرذل منها شيء. محمد بن كعب وعلي بن زيد: بمعنى يشبه ثمر الدنيا غير أنها أطيب. وقال بعضهم: مُتَشابِهًا في الإسم مختلفا في الطعم. قال ابن عباس: ليس في الجنة شيء ممّا في الدنيا غير الأسماء. وَلَهُمْ فِيها في الجنّات. أَزْواجٌ نساء وجوار، يعني الحور العين. قال ثعلب: الزوج في اللغة: المرأة والرجل، والجمع والفرد، والنوع واللون، وجميعها أزواج. مُطَهَّرَةٌ من الغائط والبول والحيض والنفاس والمخاط والبصاق والقيء والمني والولد وكل قذر ودنس. وقال إبراهيم النخعي: في الجنة جماع ما شئت ولا ولد «٢» . وقيل: مطهّرة عن مساوئ الأخلاق. وقال يمان: مطهّرة من الإثم والأذى. قال النبي ﷺ: «إنّ أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتفلون ولا يتغوّطون ولا يبولون ولا يتمخطون» . قيل: فما بال الطعام؟ قال: «جشأ ورشح تجري من أعرافهم كريح المسك يلهمون التسبيح والتهليل كما يلهمون النفس» [٧٧] «٣» .

(١) سورة الروم: ٤. (٢) الدر المنثور: ١/ ٤٠. (٣) كنز العمال: ١٤/ ٤٦٩ بتفاوت. [.....]

1 / 171