والجواب: هذه مغالطة وتغرير فالوهابية لايرون إسلامهم، وقد
بلغتنا فتاوى الباز(1) بفساد مناكحتهم لعدم إسلامهم عنده، وعندنا وثائق على ذلك، وأنت تقول في (ص 86) من كتابك(2) فمن الذي أفسد فطر اليمنيين وجعلهم متأخرين في العلم؟ من الذي جعل أهل ذيبين ينادون أبا طير، وأهل يفرس ينادون ابن علوان، وأهل ذمار ينادون يحيى بن حمزة، وأهل صعدة ينادون الهادي؟ إن كنت لاتعرف فالعامة الآن تعرف، وما عرف أحد العلم من اليمنيين إلا وهو يعلم أنكم الذين أفسدتم الشعب اليمني. انتهى. فقد رمى مقبل أهل البلدان الأربع بالشرك، ورمى علماء الزيدية في اليمن فهم المقصودون بأنهم الذين جعلوهم مشركين.
وقال مقبل في (رياضه ص 141): فقد أصبح بحمد الله المجتمع اليمني يستنكر بفطرته التمسح بالتراب الذي على قبر الهادي رحمه الله، إلى قوله وهم لايدرون أنه لو كان حيا لكان أعظم المنكرين لهذا القبيح، وهل يرضى الهادي رحمه الله أن يكون شريكا لله {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله}(3) انتهى.
فجعل التمسح بتراب القبر شركا، والوهابية يجعلون التوسل شركا، والتبرك شركا، وغير ذلك من الأسباب يكفرون بها المسلمين، فكيف غالط مقبل بأهل السنة، وهو يعلم أن الوهابية لهم طريقة خاصة في الرمي بالشرك والكفر، فهم يكفرون الزيدية ويستحلون دماءهم وأموالهم، ولو ساعدتهم الظروف لفتكوا بهم، وانتهبوا أموالهم واعتبروها غنائم حلالا، فليس تستره بهذه المغالطة إلا لعدم مساعدة الظروف على الإفصاح بهذا المذهب الخبيث.
Page 37