ولما كان المقصود هو العمل بالأدلة كان الراجح عندهم ما وافق الدليل من عموم أو خصوص أو إطلاق أو تقييد أو قياس، وتخريج أو أحد القولين حيث كان في المسألة قولان. فهذا هو السبب فما كان هو الراجح اختاروه للمذهب وغالبه نصوص الهادي والقاسم، وشاهد ذلك (شرح التجريد) فإنه يذكر المسألة ويذكر أنه نص عليها القاسم أو الهادي أو كلاهما ويعين الكتاب الذي نصا فيه على المسألة ثم يذكر الدليل عليها. ويشهد لذلك أيضا كتاب (التحرير) لأبي طالب فقد نص فيه على اعتماد نصوص المذكورين من أهل البيت ومن قرأ (الأحكام) للهادي وجد أكثر النصوص فيها، فما شنع به أعداؤهم إنما هو تغرير على العامة والقاصرين، ومن بحث عرف الحقيقة. أما قول شاعرهم:
جعلوا المذهب قولا خارجا ... عن نصوص الآل فابحث وسل
فهو كذب أو تدليس وتغرير، وما على طالب الحق إلا أن يبحث في (التجريد) و(التحرير) وشرحيهما ليتبين له تغرير مقبل ومن ذكره من أهل التغرير. وبالله التوفيق.
* قال مقبل: كم أوذوا [يعني أصحابه] من أجل الدعوة إلى سنة رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الجواب: إن الدعوة إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
لايقوم ضدها الزيدية أبدا، بل هم يدعون إليها وعلماؤهم يصنفون فيها فلا صحة لما رماهم مقبل به، إنما أراد بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مذهب المخالفين لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأما هذا فكل أهل مذهب يعارضون من قام فيهم يدعوهم إلى مذهب المخالفين لهم.
Page 33