142

Révélation des Décorations et des Tromperies que le Diable a jetées sur le cœur de Dawud ibn Jurjis

كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

Chercheur

عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد

Maison d'édition

دارا العاصمة للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

١١٩٣هـ

Année de publication

١٢٨٥هـ

وما ذكره من هذا الإجماع باطل من وجوه:
الأول: أن الله نهى نبيه ﷺ أن يدعو أحدًا من دونه، ووجّه الخطاب إليه بالنهي عن هذا الأمر في مواضع من كتابه، تعظيمًا لهذا المنهى عنه، وأمر نبيه ﷺ أن يبلغه أمته، فقال (١): ﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِين﴾ (٢) وهذا عام يتناول كل مدعو، حتى الأنبياء والملائكة والصالحين، كما قال تعالى:/ ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلا﴾ (٣) .
اتفق المفسرون والأئمة أن هذه الآية نزلت فيمن يدعو الأنبياء والصالحين والملائكة، فانظر إلى هذا التهديد والوعيد الشديد فيمن يدعو مع الله غيره من الأنبياء والملائكة والصالحين، فمن المحال أن يرضى رسول الله ﷺ بفعل ما نهاه الله (٤) عنه: من دعوة غير الله، فمن (٥) ادعى ذلك فقد افترى على الله، وعلى رسوله بما لم ينزل الله به سلطانًا.
ومن المحال أيضًا في حق من بلغه القرآن من سلف الأمة وأئمتها أن يرضى أن تقلب حقيقة الدين التي أحقها الله تعالى (٦) في كتابه: من تحريم الشرك به (٧) بدعوة الأموات والغائبين، وتعلق القلوب في خصائص الإلهية بغير

(١) زاد في "ش": "تعالى".
(٢) سورة غافر، الآية: ٦٦.
(٣) سورة الإسراء، الآية: ٥٦.
(٤) زاد في "م" و"ش": "تعالى".
(٥) في "م" و"ش": "ومن".
(٦) سقطت "تعالى"من: "م" و"ش".
(٧) سقطت "به"من: "م" و"ش".

1 / 157