"الزهد" لابن المبارك -أيضًا-، و"المصنف" لابن لأبي شيبة (١)، وأما ما يتعلق بالآخرة، فإن كان أجنبيًا، أشبهَ أحوال الدنيا، وإن كان من متعلقات الصلاة، فلا بأس به (٢)؛ كالفكر في معاني المتلو من القرآن العزيز، والدعوات والأذكار الواقعة في الصلاة؛ بخلاف اشتغال قلبه بتفهيم مسائل البيع والشراء والشفعة، ودقائق الفقه التي في غير صلاته، فليس كل أمر محمود ومندوب إليه يندب استحضاره في الصلاة، بل المطلوب من المصلي أن يكون حاضر القلب، مقبلًا على الله في صلاته، قد أشعر قلبه عظمةَ من هو واقفٌ بين يديه، وأما من ذهب قلبه في أنواع الوساوس وأودية الأماني، فليس له من صلاته إلا ما عقل منها، فبين صلاتي هذين كما قال حسان بن عطية: إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة، وإن ما بينهما في الفضل كما بين السماء والأرض، وذلك أن أحدهما مقبلٌ بقلبه على الله ﷿، والآخر ساهٍ غافل (٣).
كما أشار إليه في "الكلم الطيب" (٤)، وفي "الفتاوى المصرية" (٥) لشيخ الإسلام ابن تيمية.
من العلماء من قال: إذا غلب الوسواس على قلبه في أكثر الصلاة، لم تصح صلاته، وعليه الإعادة، وهذا قول ابن حامد، وابن الجوزي من