أما بعد: فسلام على أخينا في الله عيسى بن صالح بن علي الحارثي العماني العالم، وسائر علماء أصحابنا العمانيين والعباد وسائرهم من الكاتب لأواخر رجب عام 1317 أمحمد بن الحاج يوسف اطفيش، قائلا: أما تغيير ما في اللوح إلى ما يناقضه فلا يجوز كتغيير السعادة إلى الشقاوة والشقاوة إلى السعادة وقد أرسلت إليكم كلاما في ذلك مبسوطا وأعد ذلك من الأصول، وأما أن يطلق في شيء وهو عند الله بما لا ينقضه مثل أن يكتب فيه غنى زيد ويقيد عند الله بتصدقه ولا بد من وقوع المقيد والقيد، ففي المثال لا بد من صدور التصدق منه، ومثل أن يكتبه سعيدا ويقيد عنده بالوفاء بالدين فلا بد من صدور الوفاء منه لا يتخلف. وما تكتبه الملائكة <1/ 52> من عمل كل أحد على حدة موافق لما في اللوح لا يتخلف عنه، وكذا الديوان المجموع فيه أعمال العباد ولا يتخلف عنه، وقد جاء الأثر في ذلك أن الملائكة تصعد بأعمال العبد فتعرض على اللوح المحفوظ فيجدونها موافقة لما في اللوح فيزيدون لله تعظيما.
وأما كيفية الاطلاع على اللوح المحفوظ فإنه إذا أراد الله تبارك وتعالى إطلاع ملك على شيء منه فإنه يخلق له إدراكا للشيء منه، وكان قبل ذلك لا يدركه ولو قابله. وقيل: ستر اللوح بنور أو بساتر فإذا أراد الله إطلاع الملك على ذلك الشيء رفع ذلك الستر عن ذلك الشيء فيراه. انتهى كلامه هنا والله أعلم.
Page 50