Découverte de la tristesse
كشف الغمة
ولا تتبع سبيل المفسدين [1] فثبتت له خلافته بمحكم التنزيل، فجعل له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كل ما لهارون (عليه السلام) عدا النبوة وجعل له استخلافه وشد أزره وشركته في أمره وقيامه بنصره، وأمثال هذا كثير يرد في مواضعه من هذا الكتاب بحول الله وقوته.
فكانت إمامته بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثين سنة، منها أربع وعشرون سنة وأشهر ممنوعا من التصرف آخذا بالتقية والمداراة، محلا عن مورد الخلافة، قليل الأنصار، كما قال: فطفقت أرتأي [2] بين أن أصول بيد جذاء [3] أو أصبر على طخية [4] عمياء.
ومنها خمس سنين وأشهر ممتحنا بجهاد المنافقين من الناكثين والقاسطين والمارقين، مضطهدا بفتن الضالين، واجدا من العناء ما وجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث عشرة سنة من نبوته ممنوعا من أحكامها خائفا ومحبوسا وهاربا ومطرودا، لا يتمكن من جهاد الكافرين ولا يستطيع الدفع عن المؤمنين، وأقام بعد الهجرة عشر سنين مجاهدا للكافرين، ممتحنا بالمنافقين، وسيرد تفصيل هذا فيما بعد إن شاء الله.
ذكر نسبه (عليه السلام) من قبل أبيه
وهو أبو الحسن علي بن أبي طالب واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب، واسم عبد المطلب شيبة الحمد، وكنيته أبو الحارث، وعنده يجتمع نسبه بنسب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد تقدم ذكره، وكان ولد أبي طالب طالبا، ولا عقب له، وعقيلا وجعفرا وعليا، كل واحد أسن من الآخر بعشر سنين، كذا ذكر ضياء الدين أبو المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي في كتابه المناقب [5] ومنه نقلت، وأم هاني واسمها فاختة، وامهم جميعا فاطمة بنت أسد.
وقال أبو المؤيد الخوارزمي: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا أسامة بن زيد وأبو أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاما أسود فحفروا قبرها، فلما بلغوا لحدها حفره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده وأخرج ترابه بيده، ولما فرغ اضطجع فيه، ثم قال: الله الذي يحيي
Page 83