180

Découverte de la tristesse

كشف الغمة

Genres

لا نبيا مرسلا، ولا ملكا مقربا، ولقد بلغك مكانا، لم يصل إليه أحد من أهل السماوات والأرضين. فهنأك الله كرامته، وما حباك من المنزلة الأثيرة، والكرامة الفائقة، فخذ ذلك بشكر، فإن الله منعم، يحب الشاكرين، فحمدت الله على ذلك.

ثم قال لي جبريل: يا محمد، انطلق إلى الجنة، حتى أريك ما لك فيها، فتزداد بذلك زهادة في الدنيا إلى زهادتك، وفي الآخرة رغبة إلى رغبتك. فسرنا نهوي منقضين، آسرع من السهم والريح، حتى وصلنا، باذن الله، إلى الجنة، فهدأت إلي نفسى، وثاب إلي فؤادي، وجعلت آسأل جيريل عما كنت رأيت في عليين من البحور والنار والنور وغيرها. فقال: سبحان الله، تلك سواد سرادقات عرش العزة التى أحاطت به، فهي سترة الخلائق ن ور العرش والحجاب، ولولا ذلك لاحترق ما تحتها من خلق الله، وما لم تره، أكثر وأعجب، فقلت: سبحان الله العظيم، ما أكثر عجائب خلقه.

وقلت: يا جبريل، ومن الملائكة الذين رأيتهم فى تلك البحور وتلك الصفوف بعد الصفوف، كأنهم بنيان مرصوص؟ قال: يا رسول الله، هم لروحانيون الذين يقول الله فيهم: (يوم يقوم الروح والمليبكة صفا).

ومنهم الروح الأعظم، ثم إسرافيل بعد ذلك.

قلت: يا جبريل، من الصف الآخر الذين فى البحر الأعلى، فوق الصفوف كلها قد أحاطوا بالعرش؟ قال: هم الكروبيون أشراف الملائكة وعظمائهم، وما يجترئ أحد من الملائكة أن ينظر إلى الكروبيين، وهم أعظم شأنا من أن أطيق (أن)1 أصفهم لك، وكفى بما رأيت منهم.

Page 243