62

Le Trésor du Scribe et le Choix des Littératures

كنز الكتاب ومنتخب الآداب (السفر الأول من النسخة الكبرى)

Chercheur

حياة قارة

Maison d'édition

المجمع الثقافي

Lieu d'édition

أبو ظبي

Genres

رجع
وروى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يضع لحسان
بن ثابث منبرًا في المسجد يقوم عليه قائمًا يفاخر عن رسول الله صلى اللله عليه وسلم. أو يقال
ينافح. وخرَّج مسلم في كتابه عن عائشة أن رسول الله ﷺ قال لحسان: "إنَّ روح
القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله"، ومعنى يُنَافح: يُدافع ويَذُبُّ. يقال: نَفَحت الداَّبة
بِرِجلها إذا رَمَحَت به. قالت عائشة، وسمعته صلى الله عليه يقول: "هَجاهم حسان"، يعني قريشًا،
فَشَفَى واشْتَفَى حين قال في أبي سفيان:
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فأجَبْتُ عَنهُ ... وَعِنْد اللَّهِ في ذاَكَ الجَزاَءُ
أَتَهْجُوهُ وَلَسْتَ لَهُ بِنِدٍّ ... فَشرُّكما لخيركما الفداءُ
هجوتَ محمدا بَرآَّ حنيفًا ... رسولُ الله شِيمَتُه الوَفاء
ويُروى: ولَسْتَ له بِسِيء عوض: بندٍّ، والسِّيءُ والندُّ المِثْلُ، والسِّيءُ أيضًا: المكان القفرُ.
فإنّ أبي ووالدَه وعِرْضي ... لِعرْض محمدٍ مِنْكُم وقاءُ
ثكلت بُنَيَّتي إن لم تَرَوْها ... تثير النَّقع غايَتُها كداءُ

1 / 130