الأصل المفرد للاسم الموصول هو (الذي)، وعند تثنيته تسقط الياء ويؤتى مكانها بالألف في حالة الرفع، وبالياء في حالتي النصب والجر، فهو قبل حذف الياء ستكون تثنيته (اللّذيان) أو (اللّذيين) وبعد حذفها سيكون (اللّذان) أو (اللّذين)، ثم جيء بنون ثانية مع النون الأولى كعوض عن الياء المحذوفة (١). وقيل: إن تشديد النون للدلالة
على أن اسم الإشارة هنا مخالف لقياس المثنى الذي ليس بمبهم (٢).
٢ - إعراب المثنى والملحق به بالألف رفعا ونصبا وجرّا: ورد هذا في قراءة النصب لاسم الإشارة (هذان) في قوله تعالى: إن هذان لساحران (٣) [طه/ ٦٣]. والمشهور عند النحاة أن المثنى والملحق به ينصب بالياء، أما الصحيح عندهم فإعرابه بحركة مقدّرة على الياء. لكنه جاء هنا على لغة من يجعل المثنى والملحق به معربا بحركات مقدّرة على الألف مطلقا رفعا ونصبا وجرّا (٤). وإلى هذا ذهب ابن كيسان، ونقله ابن هشام غير منسوب إلى أحد وقال: وعلى هذا فقراءة (هذان) أقيس إذ الأصل في المبنيّ ألّا تختلف صيغه (٥).
٣ - صرف ما لا ينصرف: من العلل التي تمنع صرف الاسم علّة الجمع المتناهي أو ما تسمى بصيغة منتهى الجموع. وهي كل جمع وقع بعد ألف تكسيره حرفان أو ثلاثة أوسطها ساكن، فإن كان أوسطها متحركا صرف (٦). وعلّل ابن هشام منع هذه الصيغة من الانصراف بأنّ الجمع منزّل منزلة جمعين، فهو جمع انتهت إليه
_________
(١) حجة القراءات/ ١٩٤، وشرح ابن عقيل ١/ ١٤١، وظاهرة التعويض في العربية/ ٤٣، ٤٤
(٢) منثور الفوائد/ ٣٨.
(٣) الكنز/ ٤٨٧.
(٤) شرح اللمحة البدرية ١/ ٧٧٩، وشرح ابن عقيل ١/ ٥٨، ٥٩، وفقه اللغة (د. كاصد) / ٢٥٦.
(٥) مغني اللبيب ١/ ٣٧، ٣٨، وابن كيسان/ ١٥٢، ١٥٣ وللزيادة في توجيه هذه القراءة ينظر أيضا: معاني القرآن (الفراء) ٢/ ١٨٣، ١٨٤، والخصائص ٣/ ٦٥.
(٦) شرح ابن عقيل ٣/ ٣٢٧، والفوائد الضيائية ١/ ٢١٣، وظاهرة التنوين/ ١٤٤.
1 / 69