Trésor des bienfaits
كنز الفوائد
الذاكرين واعاجيب السالفين وذكر شرائع الانبياء المتقدمين قالوا قد كان اعرف عباد الله باخبار الناس واعلمهم بجميع ما حدث وكان في سالف الازمان قد احاط بنبا الغابرين وحفظ جميع علوم الماضين ففضلوه بهذه الرتبة على الخلق اجمعين واوجبوا له التقدم على العالمين فإذا راوا ما تضمنه القرآن من عجيب الفقه والدين وبديع عبادات المكلفين وترتيب الفرائض وانتظامها وحدود الشريعة واحكامها قالوا قد كان احكم أهل زمانه وافضلهم وابصرهم بانواع الحكم واعلمهم ولم يكن خلق في ذلك يساويه ولا بشر يدانيه ففضلوه بذلك ايضا على الخلق اجمعين واوجبوا له التقدم على العالمين فإذا علموا ما في القرآن من الاخبار بالغائبات وتقديم الاعلام بمستقبل الكائنات وسمعوا ما تواترت به الاخبار من انبائه لكثير من الناس بما في نفوسهم واظهاره في الاوقات لمغيب مستورهم قالوا قد كان اعرف الناس باحكام النجوم وابصرهم بما تدل عليه في مستانف الامور وان لم يظهر معرفته بها لامته ونهاهم عن الاطلاع فيها لينتظم له حال نبوته وانه كان معولا عليها مستندا في اموره إليها له قولا يخرم واخباره بالشئ لا يختلف يعلم الحوادث والضمائر ويطلع على الخبايا والسرائر ولا يخفى عنه اوقات المساعد والمناجين ولم يكن أحد يعثره في ذلك ففضلوه بهذا ايضا على الخلق اجمعين واوجبوا له التقدم على العالمين فإذا قيل لهم فما تقولون في المأثور من معجزاته والمنقول من جرائحه وآياته الخارقة للعادة التي اقام بها الحجة قال المسلمون منهم لذلك المتعاطون لاخراج معناه كان اعرف الناس بخواص الموجودات واسرار طبائع الحيوان والحوادث فيظهر من ذلك للناس ما يتحير له من رآه لقصوره عن ادراك سببه ومعناه ففضلوه بهذا ايضا على الخلق اجمعين واوجبوا له التقدم على العالمين وقد سمعنا في بعض الاحاديث ان أحد السحرة قال لموسى عليه السلام ان هذه العصا من طبعها ان تسعى إذا القيت وتتشكل حيوانا إذا رميت وخاصية لها بسبب فيها فقال له موسى على نبينا وآله وعليه السلام فخذها انت وارمها قالوا فاخذها الساحر ورماها فما تغيرت عن حالها فاخذها موسى ورماها فصارت حية تسعى فقال الساحر ليس السر في العصا وإنما السر فيمن القاها آمنت باله موسى افترى لو اخذ أحد المشركين الحصا الذي سبح في كف رسول الله صلى الله عليه واله فتركه في يده كان يسبح ايضا فيها ام ترى احدهم لو اشار بيده الى الشجرة التي
--- [ 90 ]
Page 89