186

Le Complet en langue et en littérature

الكامل في للغة والأدب

Chercheur

محمد أبو الفضل إبراهيم

Maison d'édition

دار الفكر العربي

Numéro d'édition

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

Année de publication

١٩٩٧ م

Lieu d'édition

القاهرة

باب نبذ من أقوال الحكماء قال أبو العباس: كان يقال: إذا رغبت في المكارم فاجتنب المحارم. وكان يقال: أنعم الناس عيشًا من عاش غيره في عيشه. وقيل في المثل السائر: من كان في وطن فليوطن غيره وطنه، ليرتع في وطن غيره في غربته. قال: وأنتبه معاوية من رقدةٍ له، فأنبه عمرو بن العاص، فقال له عمرو: ما بقي من لذتك١؟ قال: عينٌ خرارة في أرض خوارة٢، وعينٌ ساهرة لعينٌ نائمة، فما بقي من لذتك يا أبا عبد الله؟ قال: أن أبيت معرسًا بعقيلة من عقائل العرب. ثم نبها وردان٣، فقال له معاوية: ما بقي من لذتك؟ فقال: الإفضال على الإخوان، فقال له معاوية: اسكت، أنا٤ أحق بها منك، قال٥: قد أمكنك فافعل. ويروى أن عمرًا لما سئل قال: أن أستتم بناء مدينتي بمصر، وأن وردان لما سئل قال: أن ألقى كريمًا قادرًا في عقب إحسانٍ كان مني إليه، وأن معاوية سئل عن الباقي من لذته فقال: محادثة الرجال. ويروى عن عبد الملك أنه قال: وقد سئل عن الباقي من لذته فقال: محادثة الإخوان في الليالي القمر٦ على الكثبان العفر٧. وقال سليمان بن عبد الملك: قد أكلنا الطيب، ولبسنا اللين، وركبنا الفاره٨، وأمتطينا العذراء، فلم يبق من لذتي إلا صديق أطرح بيني وبينه مؤونة التحفظ.

١ كذا في الأصل، س. وفي ر: "مابقى من لذتك يا أمير المؤمنين". ٢ عين خرارة: جارية. خوارة: سهلة لينة. ٣ وردان: مولى عمرو بن العاص. ٤ ر: "فأنا". ٥ ر: "فقال له". ٦ قمر: جمع قمراء، وهي الليلة التي يغمرها ضوء القمر. ٧ العفر: جمع أعفر، وهو اللون الأحمر. ٨ الفاره: النشيط من الدواب.

1 / 189