"حرمة السماع" (^١).
وإذا رجعنا إلى كتب المؤلف نجد أنه أشار أولًا إلى أنه ينوي تأليف كتاب في هذا الباب، فقال في "مدارج السالكين" (^٢): "وأما السماع الشيطاني فبالضدِّ من ذلك، وهو مشتمل على أكثر من مئة مفسدة، ولولا خوف الإطالة لسقناها مفصَّلة. وسنفرد لها مصنَّفًا مستقلًّا إن شاء الله".
وبعد تأليفه ذكره في "إغاثة اللهفان" (^٣)، فقال في خاتمة بحثه عن السماع والغناء: "وذكرنا شُبَه المغنين والمفتونين بالسماع الشيطاني، ونقضناها نقضًا وإبطالًا في كتابنا الكبير في السماع، وذكرنا الفرق بين ما يُحرِّكه سماع الأبيات وما يُحرِّكه سماع الآيات، وذكرنا الشُّبَه التي دخلت على كثير من العباد في حضوره، حتَّى عدُّوه من القُرَب. فمن أحبَّ الوقوف على ذلك فهو مستوفًى في ذلك الكتاب، وإنما أشرنا ههنا إلى نبذة يسيرة في كونه من مكايد الشيطان".
والكتاب الذي بين أيدينا فيه ذِكْر شُبه المغنين وإبطالُها، والفرق بين سماع الأبيات وسماع الآيات، ومناقشة أقوال الصوفية الذين جعلوا السماع من القُرَب، وينطبق عليه ما وصفه به المؤلف. وعلى هذا فيكون
_________
(^١) "كشف الظنون" (١/ ٦٥٠) و"هدية العارفين" (٢/ ١٥٨).
(^٢) (٣/ ١٩٧).
(^٣) (١/ ٤٧٢، ٤٧٣).
المقدمة / 30