171

Discours sur la question de l'audition

الكلام على مسألة السماع

Enquêteur

محمد عزير شمس

Maison d'édition

دار عطاءات العلم (الرياض)

Édition

الثالثة

Année de publication

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Lieu d'édition

دار ابن حزم (بيروت)

Genres

ولا ريب أن الصلاة قرة عيون (^١) المحبين ولذة أرواح الموحدين، ومحكُّ أحوال الصادقين، وميزان أحوال السالكين، وهي رحمته المهداة إلى عبيده، هداهم إليها وعرَّفهم بها رحمةً بهم (^٢) وإكرامًا لهم، لينالوا بها شرف كرامته والفوز بقربه، لا حاجة منه إليهم، بل منَّةً وفضلًا منه عليهم، وتعبد بها القلب والجوارح جميعًا، وجعل حظ القلب منها أكمل الحظين وأعظمهما، وهو إقباله على ربه سبحانه وفرحه وتلذذه بقربه وتنعمه بحبه وابتهاجه بالقيام بين يديه، وانصرافه حال القيام بالعبودية عن الالتفات إلى غير معبوده، وتكميل حقوق عبوديته حتى (^٣) تقع على الوجه الذي يرضاه (^٤).
ولمّا امتحن سبحانه عبده (^٥) بالشهوات وأسبابها (^٦) [٤٧ أ] من داخلٍ فيه وخارجٍ عنه، اقتضت تمام رحمته به وإحسانه إليه أن هيَّأ له مأدبةً قد جمعت من جميع الألوان والتحف والخِلَع والعطايا، ودعاه (^٧) إليه كل يوم خمس مرات، وجعل في كل لون (^٨) من ألوان تلك المأدبة

(^١) في الأصل: "عين".
(^٢) ك: "لهم".
(^٣) ع، ك: "حين".
(^٤) ع: "يرضيه".
(^٥) ع: "عبيده".
(^٦) ع: "وأشباهها".
(^٧) ع: "ودعا".
(^٨) ع: "لون كل".

1 / 109