115

Discours sur la question de l'audition

الكلام على مسألة السماع

Enquêteur

محمد عزير شمس

Maison d'édition

دار عطاءات العلم (الرياض)

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Lieu d'édition

دار ابن حزم (بيروت)

Genres

والخوف والرجاء والطلب والأنس والشوق والقرب وتوابعها، فصادف سماع هذه الأشعار من قلوبهم حبًّا وطلبًا، فأثاره إثارةً ممتزجة بحظ النفس، وهو نصيبها من اللذة والطرب الذي يُحدِثه السماع، فيظن تلك اللذة والطرب زيادةً في صلاح القلب وإيمانه وحاله الذي يُقرِّبه إلى الله، وهو محضُ حظِّ (^١) النفس.
فهذا منشأ الغلط الذي عرضَ للقوم، كما سيأتي تقريره (^٢) وبسطُه إن شاء الله، وهذا هو الذي أنكره العارفون من القوم، وتاب منه مَن تاب منهم (^٣)، وحذَّروا منه، وقالوا: إن مضرته للقلب أكثر من نفعه، وإفساده له أكثر من صلاحه. وسيأتي [٢٩ ب] عن قربٍ (^٤) إن شاء الله تقريرُ هذا بحكم (^٥) الذوق والوجد.
الوجه الثاني من الجواب: أن هذا السماع وإن كان قد حضره وفعله مَن لا (^٦) نشك في دينه وصدقه وصلاحه، فقد أنكره مَن هو أفضل منهم عند الأمة، وأعلى شأنًا، وأصدق حالًا، وأعرف بالله وبأمره، فإن كان قد

(^١) ع: "حض".
(^٢) ك: "تفسيره".
(^٣) بعدها في ع: "سيئة".
(^٤) ك: "عن قريب".
(^٥) في الأصل: "الحكم".
(^٦) "لا" ساقطة من ع.

1 / 53