وعن أبي هُرَيرة أنَّ رسول الله ﷺ قال: «يُمسَخ قومٌ من أمَّتي في آخِر الزَّمان قردةً وخنازير» قالوا: يا رسول الله، أمسلمون هم؟ قال: «نعم؛ يشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، ويصومون، [ويُصلُّون]»، قالوا: فما بالهم يا رسول الله؟ قال: «اتَّخذوا المعازف، والقينات، والدفوف، وشربوا هذه الأشربة، فباتوا على شَرابهم ولهوهم، فأصبحوا وقد مُسِخوا»؛ رواه مُسدَّد، وابن حبان، ولفظه: قال رسول الله ﷺ: «لا تقومُ الساعة حتى يكون ...» (١).
وعن سهل بن سعدٍ قال: قال رسول الله ﷺ: «يكونُ في هذهِ الأُمَّةِ خسفٌ ومسخٌ وقذفٌ»، قيل: ومتى ذلك يا رسولَ الله؟ قال: «إذا ظهَرت القَيْنات والمعازف، واستُحِلَّت الخمر»؛ رواه عبدُ بن حميد واللفظ له، وابن ماجه مختصرًا، ومَدار مسانيدهما على: عبدالرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف (٢)، وصَحَّ من طُرُقٍ خلافًا لما وهم فيه ابن حزم، فقد علَّقَه البخاري، ووصَلَه الإسماعيلي، وأحمد، وابن ماجه، وأبو نعيم، وأبو داود بأسانيد صحيحة لا مَطعَن فيها، وصحَّحه جماعةٌ آخَرون
_________
(١) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٣/ ١١٩) في ترجمة حسان بن أبي سنان، وأورده البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (٩/ ٣٠٨ ط دار الوطن) وعَزاه إلى مسدَّد، وابن حزم في "المحلى" (٩/ ٥٨) وعزاه لسعيد بن منصور، وفيه راوٍ لم يُسمَّ، والشوكاني في "نيل الأوطار" (٢/ ٨٦/ ط دار الجيل) وعزاه لابن أبي الدنيا في "الملاهي".
(٢) أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب من مسنده" (٤٥٢) وابن ماجَهْ (٤٠٦٠)، والطبراني في "الكبير" (٦/ ١٥٠ رقم ٥٨١٠)، والخطيب في "تاريخه" (١٠/ ٢٧٢) من طريق عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبي حازم سلمة بن دينار، عن سهل بن سعد.
1 / 18