Partie des discours d'Abu Bakr al-Suli

al-Suli d. 335 AH

Partie des discours d'Abu Bakr al-Suli

جزء من أحاديث أبي بكر الصولي

Chercheur

خلاف محمود عبد السميع

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

Hadith
١١٧٣ - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي: الْقَطَّانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي: ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، " كُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَكَانَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّمَا كُسِفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ. فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ فَصَلَّى بِالنَّاسِ سِتَّ رَكْعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، كَبَّرَ، ثُمَّ قَرَأَ، فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ دُونَ الْقِرَاءَةِ الأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَرَأَ الثَّالِثَةَ دُونَ الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ رَكَعَ، نَحْوًا مِمَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَانْحَدَرَ لِلسُّجُودِ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ ثَلاثَ رَكْعَاتٍ قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ، لَيْسَ فِيهَا رَكْعَةٌ إِلا الَّتِي قَبْلَهَا أَطْوَلُ مِنْهَا، إِلا أَنْ يَكُونَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ تَأَخَّرَ فِي صَلاتِهِ، فَتَأَخَّرَتِ الصُّفُوفُ مَعَهُ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَامَ فِي مَقَامِهِ، وَتَقَدَّمَتِ الصُّفُوفُ مَعَهُ، فَقَضَى الصَّلاةَ وَقَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لا تَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ بَشَرٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ»

1 / 11

١١٧٤ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، أَنْبَأَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيُّ، حَدَّثَنَا الأَعْشَى، عَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، «مَا كُنَّا نَعْرِفُ الْمُنَافِقِينَ إِلا بِبُغْضِهِمْ عَلَيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ﵇» ١١٧٥ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ طَالُوتَ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هَادِمُ اللَّذَّاتِ؟ قَالَ: الْمَوْتُ " ١١٧٦ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدِ بْنِ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: " خِيَارُكُمْ وَخِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ، وَتُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا نُنَابِذُهُمْ؟ قَالَ: لا، مَا صَلَّوْا لَكُمُ الْخَمْسَ، أَلا وَمَنْ كَانَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ ﷿، فَلْيُنْكِرْ مَا أَتَى مِنْ ذَلِكَ، وَلا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ " ١١٧٧ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، عَنْ عَنْبَسَةَ الْقَطَّانَ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «أَفْضَلُ عَمَلٍ يُوضَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي مِيزَانِ الْعَبْدِ حُسْنُ الْخُلُقِ» ١١٧٨ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ

1 / 12

أَبِي الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا أَبِي الْمُحَبَّرِ بْنِ قَحْذَمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَحْذَمِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَتُمْلأَنَّ الأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا، فَإِذَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا بَعَثَ اللَّهُ رَجُلا اسْمُهُ اسْمِي يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا» . ١١٧٩ - وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَقَدْ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ ١١٨٠ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُهَلَّبِيُّ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَسَعِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَتَّابٍ فِي بُسْتَانٍ حَسَنِ الْخُضْرَةِ، فِيهِ رَوْضَةُ نَرْجِسٍ وَدُولابٌ، فَسَمِعْنَا لَهُ صَوْتًا مَلِيحًا، وَالرِّيحُ تُمِيلُ أَغْصَانَ شَجَرِهَا، فَقُلْنَا: نَقُولُ فِي هَذَا شَيْئًا. فَبَدَرَنِي سَعِيدٌ، فَقَالَ: وَرِيَاضٌ كَأَنَّهَا نَشَرَتْ فَوْقَ ... ثَرَاهَا حَرِيرَةً خَضْرَاءَ أَعْيُنُ النَّرْجِسِ الْحَنِيِّ نُجُومٌ ... وَاخْضِرَارُ الرِّيَاضِ فِيهَا سَمَاءٌ لِلثَّرَى تَحْتَهُنَّ رَقْصٌ ... كُلَمَّا زَمَّرَ وَلِلْغُصُونِ غِنَاءٌ قَالَ الصُّولِيُّ، فِي هَذَا النَّحْوِ شَيْءٌ عَبَثْتُ بِهِ: وَيَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ الرَّبِيعِ أَطَاعَنِي ... لَهُ أَوَّلٌ فِيمَا أُحِبُّ وَآخِرُ وَغَابَ رَقِيبٌ عَنِّي وَعَاذِلٌ وَوَاشٍ ... وَمَنْ أَهْوَى مِنَ النَّاسِ حَاضِرٌ لَدَى شَجَرٍ لِلطَّيْرِ فِيهِ تَشَاجُرُ ... وَزَهْرٍ حَكَتْهُ فِي النِّظَامِ الْجَوَاهِرُ كَأَنَّ هَزَازَاتِ الْغُصُونِ خِلالَهُ ... قيانٌ وَأَوْرَاقُ الْغُصُونِ سَتَائِرُ وَدَارَتْ لَنَا فِي دَوْرَانَ قَهْوَةٌ لَنَا ... مِنْ حُمَيَّهَا عَلَى الْقَتْلِ عَاذِرُ فَظَلْنَا بِيَوْمٍ لِلسُّرُورِ مُحَسَّدٍ ... نَفُوزُ بِإِسْعَافِ الْهَوَى وَنُجَاهِرُ سَمَا الدَّهْرُ عَنَّا فِيهِ وَارْتَدَّ طَرْفُهُ ... فَكُلٌّ بِمَا قَدْ كَانَ يَهْوَاهُ ظَافِرُ ١١٨١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيُّ، أَنْشَدَهُ شَاعِرٌ أَعْرَابِيٌّ، وَلَمْ يُسَمِّعهِ:

1 / 13

أَلَمْ تَعْلَمِي يَا عَذْبَةَ الرِّيقِ أَنَّنِي ... وَإِنْ أَظْهَرَ الْحُسَّادُ سُوءَ مَقَالِ عَفِيفٌ وَلَكِنَّ الْمُحِبَّ إِذَا خَلَى ... بِمَنْ حَبَّ جَالَ الظَّنُّ كُلَّ مَجَالِ فَقَالَ لَهُ أَبِي: قَدِ ادَّعَيْتَ الصَّفْوَةَ، وَأَقْرَرْتَ بِالْخَلْوَةِ ثُمَّ ادَّعَيْتَ الْعِفَّةَ، وَتَحْتَاجُ عَلَى ذَلِكَ إِلَى بَيِّنَةٍ. ١١٨٢ - قَالَ الصُّولِيُّ: وَكُنْتُ عِنْدَ أَبِي ذَكْوَانَ، فَقَالَ لِي: أَنْشَدَنِي عَمُّكَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ الْعَبَّاسِ لِخَالِهِ الْعَبَّاسِ بْنِ الأَحْنَفِ: قَدْ سَحَبَ النَّاسُ أَذْيَالَ الظُّنُونِ بِنَا ... وَفَرَّقَ النَّاسُ فِينَا قَوْلَهُمْ فِرَقَا فَكَاذِبٌ قَدْ رَمَى بِالْحُبِّ غَيْرَكُمُ ... وَصَادِقٌ لَيْسَ يَدْرِي أَنَّهُ صَدَقَا ثُمَّ قَالَ: كَأَنِّي أَعْرِفُ شِعْرًا أَخَذَهُ الْعَبَّاسُ مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْعَيْنَاءِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، لِمُزَاحِمٍ الْعُقَيْلِيِّ: أَلا يَا سُرُورَ النَّفْسِ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِكَ ... النَّاسُ حَتَّى يَعْلَمُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ سَرَى رَجْمُهُمْ بِالظَّنِّ وَالظَّنُّ مُخْطِئٌ ... مِرَارًا وَمِنْهُمْ مَنْ يُصِيبُ وَلا يَدْرِي فَقَالَ: هُوَ وَاللَّهِ الَّذِي أَرَدْتُ لَوْ رَآكَ عَمُّكَ لأَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَهُ بِكَ. ١١٨٣ - قَالَ الصُّولِيُّ: وَمِمَّا يَتَعَلَّقُ بِهَذَا الْقَوْلِ لِلْحُسَيْنِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْخُلَيْعِ: وَلَيْلَةٍ بِتُّهَا مَحْسَدَةً ... مَحْفُوفَةً بِالظُّنُونِ وَالتُّهَمِ وَبَاتَ غَيْرَانَا عَلَى حَنَقٍ ... تَرُدُّ أَنْفَاسُهُ إِلَى الْكَظْمِ وَأَتَانِي مَنْ بَدَا يَرُوعُهُ ... وَعَادَ مِنْ بَعْدِهَا إِلَى نَعْمِ أَبَاحَنِي صَوْنَهُ وَوَسَّدَنِي ... إِحْدَى يَدَيْهِ وَبَاتَ مُلْتَزَمِي فَبِتُّ فِي لَيْلَةٍ نَعِمْتُ بِهَا ... أَلْثُمُ دُرًّا مُفَلَّجًا بِفَمِي قَالَ الصُّولِيُّ: وَلا أَعْرِفُ شَاعِرًا ذَكَرَ تَفَلُّجَ الأَسْنَانِ قَبْلَ ابْنِ أَبِي خَازِمٍ الأَسَدِيِّ، فَإِنَّهُ قَالَ: مُفَلَّجُ الشِّفَاهِ بِأُقْحُوَانِ حَلاهُ عبٌّ شَارِبُهُ قَطْرٌ ١١٨٤ - قَالَ: وَقَرَأَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصُّولِيِّ فِي هَذَا الْيَوْمِ، قَالَ بِهِ أَحْمَدُ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عَوَانَةَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ﵁ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ مَنِ اتَّقَى

1 / 14

اللَّهَ وَقَاهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، وَمَنْ أَقْرَضَهُ جَزَاهُ، وَمَنْ شَكَرَهُ زَادَهُ، وَلْتَكُنِ التَّقْوَى عِمَادَ عَمَلِكَ وَجَلاءَ قَلْبِكَ، فَإِنَّهُ لا عَمَلَ لِمَنْ لا فِقْهَ لَهُ، وَلا مَالَ لِمَنْ لا رِفْقَ لَهُ، وَلا جَدِيدَ لِمَنْ لا خُلُقَ لَهُ» ١١٨٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْنَا بِجَارِيَةِ الرَّشِيدِ اشْتَرَيْنَاهَا لَهُ نُشَيِّعُهَا، فَمَرَرْنَا بِخِيَامِ الأَعْرَابِ، وَإِذَا رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ يَضْرِبُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ أَحْسَنُ النَّاسِ وَجْهًا، قَالَ: فَأَوْمَأْنَا إِلَيْهِ نَمْنَعُهُ، فَقَالَتْ: دَعُوهُ، فَإِنَّهُ أَسْدَى إِلَى اللَّهِ خَيْرًا وَأَذْنَبْتُ ذَنْبًا، فَصَيَّرَنِي ثَوَابَهُ وَصَيَّرَهُ عِقَابِي ١١٨٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَكْبَرِ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: رَكِبَ الأَصْمَعِيُّ حِمَارًا ذَمِيمًا، فَقِيلَ لَهُ: أَبَعْدَ بَرَاذِينِ الْخُلَفَاءِ تَرْكَبُ هَذَا؟ فَقَالَ مُتَمَثِّلا: وَلَمَّا أَبَتْ إِلا طِرَاقًا بِوِدِّهَا وَتَكْدِيرِهَا الشُّرْبَ الَّذِي كَانَ صَافِيَا شَرِبْنَا بِرَنْقٍ مِنْ هَوَاهَا مُكَدَّرٍ وَلَيْسَ يَعَافُ الرَّنْقَ مَنْ كَانَ صَادِيَا هَذَا وَمِلْكُ يَمِينِي وَنَفْسِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ مَعَ ذَهَابِيَا ١١٨٧ - حَدَّثَنَا الْغِلابِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ لِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ: نَظَرْتُ فِي مَقَايِسِكُمْ فَوَجَدْتُهَا بَاطِلَةً. فَقَالَ: أَبِالْقِيَاسِ أَبْطَلْتَهَا أَمْ بِالْمُجَازَفَةِ؟ قَالَ: بِالْقِيَاسِ. قَالَ لَهُ: فَأَرَاكَ قَدْ أَبَنْتَ مَا بَقِيتَ. ١١٨٨ - حَدَّثَنَا أَبُو ذَكْوَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ لِيَصْغُرَ مِنْهُ «يَا ابْنَ جَعْفَرٍ»، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: لَئِنْ نَسَبْتَنِي إِلَى جَعْفَرٍ فَلَسْتُ بِدَعِيٍّ وَلا أَبْتَرَ. ثُمَّ وَلَّى وَهُوَ يَقُولُ: تَعَرَّضْتَ قَرْنَ الشَّمْسِ وَقْتَ ظَهِيرَةٍ .. تُسَتِّرُ مِنْهُ ضَوْءَهُ بِكَلامِنَا كَفَرْتَ اخْتِيَارًا ثُمَّ آمَنْتَ خِيفَةً ... وَبُغْضُكَ إِيَّانَا شَهِيدٌ بِذَلِكَا وَإِنَّمَا قَالَ: لَسْتُ بِدَعِيٍّ وَلا أَبْتَرَ لأَنَّ الْعَاصَ قَالَ: مُحَمَّدٌ أَبْتَرُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ﷿: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾ [الكوثر: ٣] " ١١٨٩ - قَالَ: وَسَأَلَ رَجُلٌ رَجُلًا حَاجَةً فَرَدَّهُ، فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ أَيْقَنْتُ أَنَّ مَنْ سَلَكَ الْوَعْرَ حَفَى، وَلَكِنَّهُ اضْطَرَّنِي إِلَيْكَ الطَّرِيقُ، وَغَابَ عَنِّي فِيكَ التَّوْفِيقُ. ١١٩٠ - حَدَّثَنَا الْمُبَرِّدُ، حَدَّثَنَا مُحدبٌ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ:

1 / 15

دَخَلَ عَلَى الْمَأْمُونِ بِالرُّمَّةِ وَهُوَ مَعَ الرَّشِيدِ، فَبَيْنَا هُوَ يُحَدِّثُهُ، إِذْ قَالَ: اسْمَعْ مِنِّي أَيُّهَا الأَمِيرُ، فَقَالَ الْمَأْمُونُ: عَامِي خُذُوا بِيَدِهِ وَبَلَغَ الرَّشِيدَ، فَتَمَثَّلَ: وَهَلْ تُنْبِتُ الْخُطَى إِلا وَشِيجَةً وَتَغْرِسُ إِلا فِي مَنَابِتِهَا النَّخْلُ ١١٩١ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو قِلابَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَنْبَأَنَا الْحَكَمُ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ جَاءَهُ سَبْيٌّ مِنْ جُهَيْنَةَ، فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ ﵍ تَسْأَلُهُ خَادِمًا لِمَا تَلْقَى يَدُهَا مِنَ الرَّحَى، فَلَمْ تُوَافِقْهُ، فَأَخْبَرَتْ عَائِشَةَ ﵂ لِمَا جَاءَتْ لَهُ، فَلَمَّا جَاءَ ﷺ أَخْبَرَتْهُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ ﵍، وَمَا قَالَتْ لَهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ ﷺ وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ، فَقَالَ: «عَلَى حَالِكُمَا» . فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمِهِ عَلَى صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ: «أَلا أُخْبِرُكُمَا بِخَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَسَبِّحَا اللَّهَ ﷿ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبِّرَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَاحْمِدَاهُ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ» ١١٩٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلابِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْنُ عِيسَى، وَذَكَرَ ابْنَ هَرْمَةَ وَكَانَ مُتَّصِلا، وَهُوَ الْقَائِلُ فِينَا: وَمَهْمَا أُلامُ عَلَى حُبِّهِمْ ... فَإِنِّي أُحِبُّ بَنِي فَاطِمَةْ بَنِي بَيْتِ مَنْ جَاءَ بِالْمُحْكَمَاتِ ... وَالدِّينِ وَالسُّنَّةِ الْقَائِمَةْ فَلَسْتُ أُبَالِي بِحُبِّي لَهُمْ ... سِوَاهُمْ مِنَ النَّعَمِ السَّائِمَةْ قَالَ: فَقِيلَ لَهُ فِي دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ: أَلَسْتَ الْقَائِلَ كَذَا، وَأَنْشَدُوهُ هَذِهِ الأَبْيَاتِ، فَقَالَ: أَغَصَّ اللَّهُ قَائِلَهَا بِهِنَّ أُمَّهُ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ أَغَصَّ بِهِنَّ أُمِّي خَيْرٌ مِنْ أَنْ أُقْتَلَ. ١١٩٣ - حَدَّثَنَا الْمُبَرِّدُ، قَالَ: حَضَرَ بَعْضُ الْعَرَبِ مَجْلِسًا، فَجَاءَهُ صَدِيقٌ لَهُ وَقَدْ ضَاقَ الْمَجْلِسُ، فَقَامَ لَهُ عَنْ مَجْلِسِهِ يَعْدِلُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: لَئِنْ قُمْتَ مَا فِي ذَلِكَ مِنِّي غَضَاضَةٌ ... عليَّ وَإِنِّي لِلشَّرِيفِ بِذَلِكَ عَلَى أَنَّهَا مِنِّي لِغَيْرِكَ خُلَّةٌ وَلَكِنَّهَا ... بَيْنِي وَبَيْنَكَ تَجْمُلُكْ ١١٩٤ - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ النَّوْفَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ النَّوْفَلِيُّ،

1 / 16

قَالَ الصُّولِيُّ وَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا الْحَارِثِ هَذَا وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ، قَالَ: كُنْتُ أَبْغَضُ الْقَاسِمَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ لِمَكْرُوهٍ نَالَنِي مِنْهُ، فَلَمَّا مَاتَ أَخُوهُ الْحَسَنُ، قُلْتُ عَلَى لِسَانِ ابْنِ بَسَّامٍ: قُلْ لأَبِي الْقَاسِمِ الْمُرَجِّي ... قَابَلَكَ الدَّهْرُ بِالْعَجَائِبْ مَاتَ لَكَ ابْنٌ وَكَانَ زَيْنًا ... وَعَاشَ ذُو الشَّيْنِ وَالْمَعَايِبْ حَيَاةُ هَذَا بِمَوْتِ هَذَا ... فَلَيْسَ تَخْلُو مِنَ الْمَصَائِبْ قَالَ الصُّولِيُّ: وأيضًا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ أَحْمَد بْنِ يُوسُفَ الْكَاتِبِ لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ مِنَ الْكُتَّابِ، وَقَدْ مَاتَتْ لَهُ بِنْتٌ، وَكَانَ لَهُ أَخٌ يَضْعُفُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنْتَ تَبْقَى وَنَحْنَ طُرًّا فِدَاكَا ... أَحْسَنَ اللَّهُ ذُو الْجَلالِ عَزَاكَا فَلَقَدْ جَلَّ بِخَطْبِ دَهْرٍ أَتَانَا ... بِمَقَادِيرَ أَتْلَفَتْ بَبَّغَاكَا عجبًا لِلْمَنُونِ كَيْفَ أَتَتْهَا ... وَتَخَطَّتْ عَبْدَ الْحَمِيدِ أَخَاكَا كَانَ عَبْدُ الْحَمِيدِ أَصْلَحَ لِلْمَوْتِ ... مِنَ الْبَبَّغَاءِ وَأَوْلَى بِذَاكَا شَيَّبَتْنَا الْمُصِيبَتَانِ جَمِيعًا ... بِفَقْدِنَا هَذِهِ وَرُؤْيَةِ ذَاكَا قَالَ الصُّولِيُّ: وَإِنَّمَا أَخَذَهُ أَحْمَد بْنُ يُوسُفَ مِنْ قَوْلِ أَبِي نُوَاسٍ فِي التَّسْوِيَةِ، وَزَادَ الْمَعْنَى إِرَادَةٌ وَكَرَاهَةً. قَالَ أَبُوِ نُوَاسٍ، لَمَّا مَاتَ الرَّشِيدُ، وَقَامَ الأَمِينُ يُعَزِّي الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِيعِ: تُعَزِّ أَبَا الْعَبَّاسِ عَنْ خَيْرِ هَالِكٍ بِأَكْرَمِ حَيٍّ كَانَ أَوْ هُوَ كَائِنُ حَوَادِثُ أَيَّامٍ تَدُورُ صُرُوفُهَا لَهُنَّ مَسَاوٍ مَرَّةً وَمَحَاسِنُ وَفَاءُ الْحَيِّ بِالْمَيِّتِ الَّذِي غَيَّبَ الثَّرَى فَلا أَنْتَ مَغْبُونٌ وَلا الْمَوْتُ غَابِنُ ١١٩٥ - حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مُحَمَّد، أَنْشَدَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمَهْدِيِّ، وَكَانَ يَنْتَقِلُ فِي الْمَوَاضِعِ، فَنَزَلَ بِقُرْبِ أُخْتٍ لَهُ، فَوَجَّهَتْ إِلَيْهِ بِجَارِيَةٍ حَسَنَةِ الْوَجْهِ لِتَخْدِمَهُ، وَقَالَتْ لَهَا: أَنْتِ لَهُ. وَلَمْ تِعْلِمْ إِبْرَاهِيمَ بِقَوْلِهَا ذَلِكَ، فَأَعْجَبَتْهُ، فَقَالَ: بِأَبِي مَنْ أَنَا مَأْسُورٌ بِلا أَسْرٍ لَدَيْهِ ... وَالَّذِي أَجْلَلْتُ خَدَّيْهِ فَقَبَّلْتُ يَدَيْهِ وَالَّذِي شَكَى ظُلْمًا وَلا يُعْدَى عَلَيْهِ ... أَنَا ضَيْفٌ وَجَزَاءُ الضَّيْفِ إِحْسَانٌ إِلَيْهِ

1 / 17