٧ - قرأت على الشيخ أبي محمد عبد العزيز بن أبي محمد بن علي الصالحي ﵀: أخبرك أبو القاسم بن أبي محمدٍ قراءةً، قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمدٍ الشحامي: أخبرنا أبو بكر -وهو أحمد بن الحسين البيهقي-: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزني: حدثنا والدي، قال: قرئ على محمد بن إسحاق بن خزيمة، أن ⦗٣٧⦘ علي بن حجرٍ حدثهم: حدثنا يوسف بن زيادٍ، عن همام بن يحيى، عن علي بن زيدٍ بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن سلمان الفارسي ﵁، قال: خطبنا رسول الله ﷺ في آخر يومٍ من شعبان، فقال:
«أيها الناس! قد أظلكم شهرٌ عظيمٌ؛ شهرٌ مباركٌ، شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، جعل الله صيامه فريضةً، وقيام ليله تطوعًا، من تقرب فيه بخصلة من الخير؛ كان كمن أدى فريضةً فيما سواه، ومن أدى فريضةً فيه؛ كان كمن أدى سبعين فريضةً فيما سواه، وهو شهر الصبر؛ والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهرٌ يزاد في رزق المؤمن، من فطر فيه صائمًا كان له مغفرةً من ذنوبه، وعتق رقبةٍ من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيءٌ».
قلنا: يا رسول الله! ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم؟
فقال رسول الله ﷺ:
«يعطي الله هذا الثواب من فطر صائمًا على مذقة لبنٍ، أو تمرةٍ، أو شربةٍ من ماءٍ، ومن أشبع صائمًا؛ سقاه الله من حوضي شربةً لا يظمأ حتى يدخل الجنة. ⦗٣٨⦘ وهو شهرٌ أوله رحمةٌ، وأوسطه مغفرةٌ، وآخره عتقٌ من النار، من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار، فاستكثروا فيه من أربع خصالٍ: خصلتان ترضون بهما ربكم ﷿، وخصلتان لا غنى بكم عنهما؛ أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه؛ وأما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار».
1 / 36