٣٩- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ ويوسف بن سعيد المصيصي قالا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ. قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا فيه حلية فيها سيف ويدنون رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا. وَيُنْصِتُ لَهُ الآخَرُونَ وَفِيهِمْ فَتًى أَدْعَجُ بَرَّاقُ الثَّنَايَا، فَإِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ انْتَهَوْا إِلَى قَوْلِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي بِتُّ بِأَطْوَلِ لَيْلَةٍ. قُلْتُ: جَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ كَذَا وَكَذَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ لا أَعْرِفُ مَنَازِلَهُمْ وَلا أَسْمَاءَهُمْ، فلما أصبحت غدوت إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا الْفَتَى الأَدْعَجُ قَاعِدٌ إِلَى سَارِيَةٍ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: إِنِّي أُحِبُّكَ لِلَّهِ تَعَالَى. قَالَ: فَأَخَذَ بِحِقْوَيَّ ثُمَّ قَالَ: آللَّهِ إِنَّكَ لَتُحِبُّنِي فِي اللَّهِ؟ قُلْتُ: آللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ فِي اللَّهِ ﵎. قَالَ: أَفَلا أُحَدِّثُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قُلْتُ: بَلَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:
«الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ» فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ مَرَّ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ فِي الْحَلْقَةِ فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا حَدَّثَنِي حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَهَلْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: مَا كَانَ لِيُحَدِّثَكَ إِلا ⦗٦٨⦘ حَقًّا فَمَا هُوَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَمَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ، قُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ وَمَا الَّذِي أَفْضَلُ مِنْهُ؟ قَالَ: سمعت رسول الله ﷺ يَأْثِرُ عَنِ اللَّهِ ﵎: «حُقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحُقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ، وَحُقَّتْ محبتي للمتزاورين في وحقت محبتي للمتباذلين فِيَّ» قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَنَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ. قُلْتُ: فَمَنِ الْفَتَى؟ قَالَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ.
1 / 67