وسألت المرأة حمزة بصوت جميل وكأنما صنع من «ملبن» أنثوي خالص: هو الافندي من الفدائيين؟
وعجب حمزة وهي تنطق «الفدائيين» نطقا سليما ليس به أي اعوجاج فسألها: انتي تعرفيهم يا ست أم محمود؟
فأجاب أبو دومة: إلا تعرفهم، هي كانت تعرف حاجة إلا هم؟ دي متعلمة بتقرأ الجرانين وتكتب، وأسمع أنا وهي الراديو تفهم هي كل حاجة زي البربند وأنا ولا كأني سمعت، دي في السياسة إكس، طب بنت ملك الانجليز اسمها إيه يا ام محمود؟
وضحك حمزة وفوزية، وضحكت كذلك أم محمود، ورد الأسطى حودة الصغير بسرعة: اسمها «الدع بت» يابا.
فقالت أمه: يا واد مش اسمها كده، قلتلك، اسمها إليزابيث.
وتولى حمزة شرح موضوعه لأم محمود.
وبعد قليل كان الركب يتحرك وحمزة وفوزية وكأنهما في حلم، كان الأسطى حودة على رأس القافلة وفوزية مع أم محمود التي كانت تحمل فوق رأسها لمبة أم ساروخ وفي يدها إبريق كبير وقد انخرطتا بسرعة في الحديث، وكأنهما تعارفتا منذ عام، وكان حمزة وأبو دومة يمشيان صامتين، غير أن الأخير سرعان ما قال وهو يلكز حمزة: شوف يا سي حمزة النسوان، أعوذ بالله، ما يصدقوا إلا وهات يا كلام.
فقال له حمزة: ألا يا عم اسماعين اتجوزت ازاي ؟ - اتجوزت ازاي إيه؟ زي الناس قسمة ونصيب، رحت لأبوها الله يرحمه بقى ويحسن إليه. - وبتحبها يا عم اسماعين؟ - أحبها يعني ايه؟ - مش عارف تحبها يعني ايه؟ - آه، قصدك ع الحب ده اللي بيسرسع في الراديوات، لا، لا معندناش كلام فارغ من ده يا سي حمزة، دي مراتي، أهلا وسهلا، ألف ألف مرحب.
دا أنت نورتنا والله، طب تسدق بايه؟ أنا حلمت إمبارح حلم اللهم اجعله خير.
ثم رفع صوته وقال موجها الحديث لامرأته: مش قلتلك الصبح ع الحلم اللي حلمته ليلة امبارح يا أم محمود؟
Page inconnue